تنعم العلا بمساحات شاسعة من المناظر الطبيعية والمتنوعة، والتي تجعلها بيئة مناسبة للتصوير السينمائي، إذ شهدت الفترة الماضية الإعلان عن أفلام عديدة جرى تصويرها في العلا، منها أفلام عالمية آخرها فيلم قندهار، وأفلام محلية آخرها فيلم تشيلو الذي صوّرت أجزاء منه في العلا.
كل ذلك ترعاه فيلم العلا، وهي وكالة سينمائية أسستها الهيئة الملكية لمحافظة العلا في مطلع عام 2020، وأسندت إليها مهمة الترويج للإنتاجات السينمائية والتلفزيونية المحلية والإقليمية والدولية في منطقة العلا، ودعمها.
خدمات صناعة الأفلام
اليوم التقت مديرة التسويق في فيلم العلا رندة السباهي، خلال منتدى الأفلام السعودي المقام في الرياض، وتحدثت عن أبرز الخدمات التي تُقدم إلى صناع الأفلام أو صناع المحتوى المرئي بشكل عام.
ولفتت إلى تقديم التسهيلات والخدمات، من تصاريح لوجستية، وتوفير استديوهات، وتطوير النصوص، مشيرة إلى أن بعض الأفلام يجري تصويرها كاملة في العلا، وأخرى يجري تصوير أجزاء منها فقط.
وأشارت إلى أن أي فيلم يرغب في تصويره بالعلا، تُقدم له التسهيلات اللوجستية والتصاريح دون رسوم، إضافة إلى أن هناك استقطاع يصل إلى 40% مقدم من هيئة الأفلام، مؤكدة أن فيلم العلا جهة دعم وليست جهة إنتاج.
العلا تبتكر
وأوضحت السباهي، أن هناك جانب آخر يهتم بدعم المواهب، وهناك أكثر من برنامج، وحاليًا البرنامج الرئيسي هو العلا تبتكر، هي منصة تهدف إلى التحفيز على الإبداع، وتمكين جيل جديد في مجالي الأفلام والأزياء.
وأكدت أنه مستقبلًا سيجري توسيع المجالات لتشمل كافة القطاعات الثقافية، وقريبًا سيكون الدعم شاملًا قطاع الموسيقى.
وتابعت: يقدم البرنامج الفرصة للتعاون مع أبرز الخبراء في القطاع والوصول إلى صناديق التمويل لتطوير أفكارهن الأولية، وتحويلها إلى مشاريع ملموسة، فمثلًا مصممات الأزياء شاركن مؤخرًا في أسبوع الموضة في لندن لعرض أزيائهن.
وفي جانب الأفلام، فقد حصلت 3 مخرجات سعوديات على جوائز دعم لثلاثة أفلام قصيرة، وسيجري تصويرها بداية السنة القادمة، كما سيجري تمكين مصممات الأزياء من تصميم الأزياء لهذه الأفلام الفائزة.
تجربة فيلم قندهار
وعن تجربة العمل مع طاقم هوليوود في فيلم قندهار، قالت السباهي: التجربة رائعة، والفريق عبر عن سعادته بالعمل في العلا، حتى إنهم شعروا كأنهم في بيتهم، وذلك كون المجتمع في العلا مرحبًا ومتساعدًا ومتعاونًا، بالإضافة إلى إشراك أفراد من المجتمع في الفيلم كممثلين إضافيين.
وأضافت، أن أغلب الفيلم اعتمد على طبيعة العلا، حتى إن المؤثرات البصرية المستخدمة قليلة جدًا، وذلك لإبراز جماليات المنطقة.
وأوضحت أن هناك مقومات عديدة تجعل العلا بيئة خصبة للتصوير، منها الطبيعة المتنوعة، فبالإضافة للصحراء، توجد البراكين والواحات والجبال، علاوة على ذلك توجد مناطق وقطع أثرية.
واستطردت: العلا بطبيعتها ملهمة،وكل من يزورها تراوده العديد من الأفكار الإبداعية.
تحديات الصناعة
وأوضحت السباهي أن أبرز التحديات التي تواجع صناعة الأفلام في العلا، أن المكان جديد ولا توجد أي شركات إنتاج فيه بشكل دائم، فلا بدّ من نقل المعدات من أماكن أخرى.
وأضافت: نعمل على جذب شركات الإنتاج ليكون لها وجود دائم في العلا، حتى لا نضطر لنقل واستئجار المعدات من مدن أخرى، ما يسبب تكلفة وجهد أعلى.
وذكرت أن افتتاح استديوهين مؤخرًا يوفران أحدث تقنيات التصوير، والأجهزة تعد بداية لمواجهة تحديات صناعة الفيلم، وجذب عدد أكبر من الصناع.
وعن رسالة فيلم العلا لصناع الأفلام، قالت السباهي: لديكم إبداع لا محدود وأفكار رائعة، فلا تخافوا من إخفائها، وأظهروا للعالم ما لدينا من مواهب وأفكار إبداعية.