علي بطيح العمري يكتب:

- في قصص الأنبياء الكرام ما يعطينا العبر، ويلهمنا الأمل.. ومن تلكم القصص؛ قصة النبي أيوب، وخلاصتها: أن أيوب - عليه السلام - رجل أنعم عليه بنعم لا تعد ولا تحصى فهو نبي، وغني رزقه الله المواشي والأموال والبساتين، وله أسرة وأولاد. تعرض لمختلف الابتلاءات فمات أولاده، وذهب ماله، ولم تبق إلا زوجته، ثم ابتلي بالمرض الذي تدرج معه حتى نحل جسده.. هجره الناس خشية العدوى فعاش وحيدًا، وبقيت زوجته ملازمة له، تخدمه، ولما آل حالهما إلى الفقر أخذت تشتغل خادمة في بيوت الناس حتى تؤمن له الطعام... بقي في مرضه سنوات قيل إنها 18 سنة، فدعا ربه تعالى أن يشفي مرضه ويرفع بلاءه .. استعاد أيوب صحته، ورزقه الله أولادا وأموالا.

* ومن قصة أيوب تعلمت أن في قصص الأنبياء أعظم الدروس وأجمل التسلية لكل مهموم وحزين.. فإن كنت تشتكي من تمرد ابنك العاق، فنوح نبي له ابن تمرد عليه، وإن كنت تعاني من مشكلات مع أبيك فتذكر حال إبراهيم الخليل، وإن كان لك زوجة سيئة الطباع فتذكر أن زوجة لوط كانت كافرة ولم تهتد.. وإن كان لك أقارب علاقاتك معهم متوترة فتذكر محمد - عليه الصلاة والسلام- وكيف أن عمه أبا لهب آذاه ونال منه، وإن تسلط عليك السفهاء لينالوا منك ويتهمونك فهاهم أنبياء الله تعرضوا للسخرية واتهموا بالجنون ورموا بالسفه من قبل الناس..وهكذا ففي قصص الأنبياء تسلية لكل إنسان.

* الدعاء صمام أمان، ففي الحديث: لا يرد القدر إلا الدعاء.. فلا تيأس من دعاء من بيده الأقدار، ولا تقنط من رجاء الملك الوهاب، وما تأخرت عليك دعوة إلا لحكمة لا تعلمها.

* عاشت زوجة أيوب صابرة على زوجها، ساعية في خدمته.. الوفاء خصة نبيلة.. ويل لامرأة تخلت عن زوجها في أحلك الظروف، وبئس الرجل الذي يخذل زوجته في وقت الحاجة.. «الوفاء» يعمر بيوتًا، ويبقي ودًا ويحفظ أسرة.

* هناك فرق بين الابتلاء والعقوبة، فالله يبتلي عباده بأنواع الابتلاءات ليختبر إيمانهم أو يرفع درجاتهم، فذاك بموت ولده، وآخر برحيل أبويه، وثالث بالفقر، ورابع بالمرض.. وهكذا يمحص المؤمن بأوجاع الحياة.. المشكلة ليست هنا، المشكلة في الإنسان الذي يعتبر مصائبه ابتلاء ومصائب غيره عقوبة. الابتلاء سنة إلهية لو نجا منها أحد لسلم منها الأنبياء وهم أكمل البشر فكيف بمن دونهم.

* قفلة

قال أبو البندري غفر الله له: ثلاثة أصناف من البشر لاحرج عليك في تجنبهم والإعراض عنهم..الأول: من يرى مصيبته ابتلاء.. بينما مصيبتك عقوبة!، والثاني: من يرى خطأه اجتهاداً يشكر عليه، وخطأك ذنباً تعاقب عليه!، والثالث: من أخطأ عليك.. ويطالبك بالاعتذار .

@alomary2008