د.محمد العرب

- في عالمنا المعقد والمليء بالألغاز والتحديات والتطورات غير المتوقعة ، قد نجد أنفسنا في مواقف تستدعي الأسئلة والاستفسارات،

وقد تكون بعض الأسئلة بسيطة ومباشرة، في حين قد يبدو البعض الآخر غريباً أو حتى غبياً لبعض الناس، لذا يجب أن نتذكر أنه لا يوجد سؤال غبي.

- تاريخ الحروب البيولوجية يمثل فصلاً هاماً في تاريخ النزاعات العسكرية، والحروب البيولوجية ببساطة هي استخدام متعمد للكائنات الحية المجهرية أو المواد الكيميائية الخطيرة للقضاء على الأعداء أو إلحاق الضرر بهم، من أقدم الأمثلة على استخدام الحروب البيولوجية، ما قام به الإغريق والرومان والصينيون القدامى من نشر للأمراض الفيروسية والجراثيم في صفوف اعدائهم ، وفي العصور الوسطى استخدمت الحروب البيولوجية بشكل متكرر، حيث تم استخدام الجثث المصابة بالأمراض لإلقاء الرعب في قلوب الأعداء.

- ومع تقدم التكنولوجيا والعلوم زادت قدرة الدول والجماعات على تطوير وإنتاج الأسلحة البيولوجية القاتلة، مما تسبب في العديد من المآسي البشرية، مثل انتشار الوباء الأسود في أوروبا خلال القرون الوسطى الذي أودى بحياة الملايين، ومع توقع النزاعات والحروب المستقبلية، أصبح الاهتمام بمكافحة الحروب البيولوجية و وقاية المدنيين من تداعياتها أمراً حيوياً، مما دفع الدول الى توقيع اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية عام 1972 لمنع استخدام وانتشار الأسلحة البيولوجية، ومع ذلك لا تزال هناك مخاوف دولية بشأن تطور وانتشار الأسلحة البيولوجية، وتُعتبر الأسلحة البيولوجية من أخطر أنواع الأسلحة التي يمكن استخدامها في النزاعات والحروب، نظراً لتأثيرها المدمر على الإنسان والبيئة وتتميز هذه الأسلحة بقدرتها على نشر الأمراض والعواقب الكارثية التي تتبعها مما يؤدي إلى تدمير شامل يمكن أن يمتد لعقود، وتشمل أشكال الأسلحة البيولوجية الباثوجينات المُعَدَّلة والسموم التي تُصيب الإنسان والحيوانات والنباتات، يُستغل في صناعة هذه الأسلحة محتوى الجينات والبكتيريا والفيروسات لخلق مواد فتاكة تؤثر على الجهاز المناعي، مما يُضعف قدرة الكائن الحي على مقاومة ومحاربة الأمراض.

- ان تاريخ الحروب البيولوجية يسلط الضوء على الجانب المظلم للتكنولوجيا والقدرة البشرية على استخدام الأسلحة القاتلة ضد بعضها البعض، ومع تزايد اخبار انتشار البعوض والبق والجرذان باحجام كبيرة يمكننا أن نسأل هل نحن امام اسلحة بيلوجية؟ وهل تعاقب الدول بعضها البعض بهذا السلاح الذي لا يمكن رصد من يستعمله بدقة ولا حتى توقع تداعياته؟

- تُعد الجرذان من الحيوانات التي يمكن تدريبها على حمل ونقل مسببات الأمراض أو السموم وهو ما حدث خلال الحرب العالمية الثانية في إطار برنامج الأسلحة البيولوجية الياباني المعروف باسم «وحدة 731» حيث تم استخدام الجرذان في هذا السياق لنقل ونشر الطاعون والجدري والكوليرا والتيفوئيد وغيرها من الأمراض المعدية ، والامر نفسه حدث مع البعوض خلال العامين 1940 و 1941 حيث ارسلت اليابان البعوض الناقل للملاريا بشكل واسع في جزيرة تشوسان بالصين!