اليوم: د.نورهان عباس

من أهم الأمور التي يجب أن يحرص عليها الكثيرون هي في محاولة وضع حدود لحماية الأوقات الخاصة من الأمسيات أو في أيام عطلات نهاية الأسبوع حيثما أمكن ذلك، حتى يتجنبوا الإرهاق الشديد، أوما يعرفه الخبراء باسم الاحتراق في العمل، وفق ما ذكر موقع هيومان ريسورس أونلاين.

ومن الشائع أن يتقلد قائد الأعمال العديد من المناصب، خاصة إذا كان صاحب شركة صغيرة. وكشفت دراسة جديدة أجرتها شركة سيمبلي بيزنس أن ما يصل إلى واحد من كل ثلاثة من أصحاب الأعمال الصغيرة في المملكة المتحدة قد تعرضوا سابقًا للإرهاق، وأكثر من النصف (56٪) أبلغوا عن ضعف الصحة العقلية خلال الأشهر الـ 12 الماضية. ويعتقد المحللون في موقع هيومان ريسورس أونلاين، أن الأمر يصدق كذلك على مختلف المواقع في آسيا وغيرها وليس فقط في بريطانيا فالإرهاق مشكلة كبيرة.

كيفية التوفيق بين عدة مسؤوليات

أثناء محاولات التوفيق بين المسؤوليات المختلفة، يأتي السؤال الأبرز وهو كيف يمكن لقائد الأعمال تجنب الإرهاق؟ أولا، علينا أن ندرك ما يسمى بعلامات الاحتراق النفسي أو التعب والإرهاق المدمر.

علامات الاحتراق النفسي

يختلف الإرهاق بين الأفراد ولكنه قد يشمل الإرهاق الجسدي أو العجز أو نوبات غضب عارم أو الانسحاب الاجتماعي. في مكان العمل، يمكن أن يظهر ذلك على شكل تفويت المواعيد أو المماطلة أو عدم الاهتمام بالعمل. ولهذا ينصح الخبراء بالانتباه لهذه العلامات للتمييز بين التوتر المؤقت والإرهاق الأكثر خطورة. وينصح خبيرا الصحة العقلية جورجينا ستورمر وسايمون ديفيز بخمس نصائح لمساعدة قادة الأعمال والموظفين على إدارة مستويات التوتر والتغلب على الإرهاق،كالآتي:

التخطيط للمستقبل

يعد التخطيط والإعداد أمرًا بالغ الأهمية لمعالجة أي ضغوط غير ضرورية. سواء كنت تفضل كتابة قائمة مهام أسبوعية أو التخطيط على أساس ربع سنوي أو سنوي فإن معالجة المخاوف في وقت مبكر ستمنحك القدرة على إدارة المواقف عالية الضغط بشكل أفضل.

ضع توقعات واقعية

أنشأ قائمة مهام شاملة ولكن حدد أولويات المهام اليومية. ضع في اعتبارك ساعات العمل العادية واستراحات الغداء والانقطاعات المحتملة عند التخطيط ليومك.

يساعدك هذا الأسلوب على إدارة عبء العمل بشكل أكثر فعالية وتقليل التوتر.

تفويض المسؤوليات

قم بتفويض المهام إلى أفراد موثوق بهم، واستخدم نقاط القوة لدى فريقك لمواجهة أي تحديات محتملة لأن هذا يمكن أن يخفف من عبء العمل الخاص بك ويحسن صحتك العقلية ولهذا لا تتردد في طلب المساعدة من الآخرين.

اعتني بنفسك

إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية والنشاط البدني ونمط الحياة الصحي خارج مكان العمل كوسيلة لمعالجة التوترات المتزايدة المرتبطة بالعمل. وتأكد من حصولك على قسط كافٍ من النوم وتناول الأطعمة المغذية وممارسة الرياضة بانتظام.

قم بحماية وقت فراغك

حاول وضع حدود لحماية الأمسيات أو عطلات نهاية الأسبوع حيثما أمكن ذلك. قد يتضمن ذلك أنشطة ممتعة أو الخروج في الهواء الطلق أو رؤية أحبائك أو حتى مجرد الابتعاد عن الأجهزة. سيكون أدائك أفضل في العمل إذا سمحت لنفسك بالوقت لإعادة شحن طاقتك.

ماذا تفعل إذا عانيت من «الاحتراق في العمل»؟

إذا قمنا بكبت التوتر في داخلنا فإنه يأكلنا أو يخرج في نوبات شرسة. وإذا شاركت ما تشعر به، فمن الأسهل على الآخرين دعمك خلال الأوقات العصيبة بالتحدث مع زميل أو صديق تثق به أو أحد أفراد العائلة يمكن أن يساعدك على معالجة مشاعرك وتطوير استراتيجيات لمعالجة سبب التوتر لديك. ولو كنت تشعر بالإرهاق، ففكر في طلب المساعدة من أخصائي صحة عقلية مؤهل. يمكن أن يمنحك هذا مساحة للتحدث مع شخص محايد يمكنه تقديم نصيحة قابلة للتنفيذ.