د.محمد العرب

- تاريخياً تلعب المملكة العربية السعودية دوراً هاماً في صناعة السلام والاستقرار في المنطقة والعالم ، حيث أثبتت السعودية التزامها بقيم السلام والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب ، وثبات نهجها الداعم للاستقرار من خلال تبني سياسة خارجية متوازنة وعقلانية تهدف إلى تعزيز الأمن والسلام ، وتعتبر السعودية داعماً قوياً لحل النزاعات بالطرق السلمية وتعزيز الحوار والتفاهم بين الدول وحتى الجماعات في اطار البلد الواحد كما حدث في الحرب الأهلية اللبنانية على سبيل المثال لا الحصر، تعزز السعودية السلم والاستقرار من خلال مشاركتها الفعالة والمحورية في منظمات إقليمية ودولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي ايماناً منها بأهمية العمل الجماعي في حل القضايا العالقة، وعلى الصعيد الإقليمي تلعب السعودية دوراً فعّالاً في دعم الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال سعيها لحل النزاعات والتوسط في الأزمات الإقليمية، مع التركيز على الحوار والحلول السلمية ، ناهيك عن تقديمها المساعدات الانسانية السخية للعديد من الدول المنكوبة بالحروب والكوارث الطبيعية ودعم جهود إعادة الإعمار وتنمية البنية التحتية التزاما منها بالمساهمة في صناعة عالم افضل من خلال التنمية والاستقرار. - وهنا لابد ان لا نتجاوز الجهود السعودية الكبرى والدور الريادي في مكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز التسامح والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات.. من هذا المنطلق تجد ان التصريحات السياسية الرسمية للسعودية تتسم بالعقلانية والواقعية وهنا لابد للاشارة للتصريحات والمواقف الاخيرة حول ما يجري في غزة ، في الحقيقية توقفت شخصياً امام الجزء الذي يقول (تذكّر المملكة بتحذيراتها المتكررة من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته) وهو يختصر المشكلة بكل عمق ودراية ، ان الانفجار ينتج عن الضغط وهذا ما حدث، ان قضية شائكة مثل الاحداث المتعاقبة في جغرافيا فلسطين التاريخية، انطلاقاً من الاحتلال ثم المقاومة ثم الوصول إلى الاستقطاب الاقليمي وتحويل القضية العادلة إلى ملف في الاجندات الدولية مما يضر بمصالح المدنيين الابرياء.

- لابد من توفر الحكمة للوصول إلى حلول معقولة، حتى لا تستمر المأساة وتتسع تداعياتها لتشمل أماكن اخرى من المنطقة ، تنتظر الشرارة لتنفجر...! التصريح الأخير يأتي في نفس السياق السعودي الداعم لكل ما يحقق السلام، وهو ما يغيض الذين يعتاشون على تفاقم الازمات..!

*ختاماً :

السلام ليس غياب الصراعات، بل هو قوة الإرادة في تجاوزها والتوصل إلى حلول مشتركة ، السلام هو قوة الإرادة للتفاهم والتعايش رغم الاختلافات.