عبدالله الغنام

@abdullaghannam

- انطلق في العاصمة الرياض (أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) لعام (2023م) خلال الفترة (8 - 12) من شهر أكتوبر الحالي. والذي تنظمه المملكة العربية السعودية بالتعاون مع أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في قضية تغير المناخ، ويأتي هذا المؤتمر ليعكس الدور الكبير والرائد الذي تقوم به المملكة على المستوى الإقليمي والدولي، والذي يهدف إلى تعزيز العمل المشترك بين الدول، والتعاون من أجل إيجاد حلول مناخية فعالة ومتكاملة ومستدامة، ومن أجل التنسيق والعمل على مواجهة التحديات المناخية المتسارعة والمتفاقمة، وكذلك تحقيق الأهداف والطموحات التي نص عليها اتفاق باريس المناخي.

- ومن نفس المنطلق فقد أطلقت المملكة كذلك في وقت سابق مبادرة وقمة (السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر)، و(أسبوع المناخ)، شهد الكثير من الفعاليات والأنشطة، ذات العلاقة والصلة في هذه المعضلة التي تشهد اهتمام كبيرا مؤخرا بسبب التقلبات المناخية الحادة، وشمل هذه المؤتمر عدة مسارات ومواضيع رئيسية هي: مسار الطاقة والصناعة، ومسار المدن والتجمعات السكنية والبنية التحتية والنقل والنفايات، ومسار المحيطات والمياه والغذاء، ومسار المجتمع وسبل العيش والصحة والاقتصاد، وهذه المواضيع مهمة جداً لأنها تغطي المسائل والقضايا الرئيسية للتغيير المناخي .

- وعلى وجه العموم، فإن مسألة التغيير المناخي هي قضية ساخنة ومؤثرة على مستوى العالم ككل، حيث نلمس تغيرات غير مسبوقة في ارتفاع درجات الحرارة في عدة دول ومناطق حول العالم، والفيضانات المتكررة، وذوبان الجليد، وحرائق الغابات بشكل متزايد، والعواصف التي أصبحت اكثر وأعنف، وزيادة الجفاف والتصحر في عدة مناطق، وارتفاع درجة حرارة المحيطات، وفقدان أنواع من الكائنات الحية، ونقص الغذاء، وزيادة معدلات الفقر، وتفاقم عمليات النزوح، وغيرها من الآثار والتغيرات .

- وأما عن الأسباب المؤدية إلى التغيير المناخي فهي كثيرة منها على سبيل المثال: توليد الطاقة بكفاءة منخفضة ( مما يؤدي إلى زيادة الانبعاثات الغازية الضارة)، وكذلك عدم استخدام الطاقة النظيفة أو الصديقة للبيئة بشكل مكثف وواسع (مثل: الشمس، الرياح، الحرارية الأرضية، الكهرومائية).

- إن كان البعض في السابق يرى أن مسألة التغيير المناخي من الكماليات! أو تحتاج إلى براهين أكثر، ولكنا اليوم قد شاهدنا ما حدث من ارتفاع لدرجات حرارة قياسية لعدة دول في الصيف المنصرم، وأضف إلى ذلك أنه صار من المؤكد أن درجة حرارة الأرض قد ارتفع خلال القرنين المنصرمين منذ النهضة الصناعية، وبحسب هيئة الأمم (حقائق سريعة عن العمل المناخي) فإن: «الأرض الآن أكثر دفئاً بنحو(1.1) درجة مئوية مما كانت عليه في القرن التاسع عشر، لسنا على المسار الصحيح لتحقيق هدف اتفاقية باريس لمنع درجة الحرارة العالمية من تجاوز(1.5) درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، يعتبر هذا الحد الأعلى لتجنب أسوأ التداعيات المحتملة لتغير المناخ».

- على مستوى الدول هناك اتفاقيات دولية، ومؤتمرات ولقاءات على مستوى رؤساء الدول والوزراء والهيئات العالمية من أجل الحد من تفاقم هذه المشكلة المؤرقة عالميا، بالإضافة إلى اتخاذ كافات الإجراءات الأزمة والضرورية لسيطرة على المسببات لهذا التغيير المناخي.

- وهذه القضية ليست شأن خاص على مستوى الدول والحكومات، بل حتى الأفراد لهم دور فعال في الوعي والعمل، حيث أن الحرص على الترشيد في استهلاك الكهرباء والمياه، والمحافظة على البيئة، وشراء الأجهزة ذات الكفاءة العالية، والاهتمام بإعادة التدوير، والتقليل من النهم الاستهلاكي، وعدم الإسراف في الطعام أو في استخدام الموارد الطبيعية، كلها مسؤولية فردية مجتمعية ولها أثر بالغ وكبير.