شيخة العامودي تكتب:

- كل عِلم في بدايته إن لم تكن تعرفه سيبدو مبهما صعبا وغريبا وإن لم تكن لك رغبة في تعلمه سيكون أيضا منفرا فإن أقبلت عليه برغبة التعلم والمعرفة سيصبح جاذباً وإن بدأت أول خطواتك في تعلمه ستبدأ ملامح غرابته وصعوبته وابهامه تتجلى رويداً رويداً، فما كان صعباً سيصبح سهلاً وما كان مبهماً سيعرف نفسه وما كان غريباً سيصبح لك معروفاً مُعرفاً، هذا الأمر لا ينطبق فقط على العلوم ومفهوم التعليم ولكن أيضا ينطبق على مفاهيم أخرى في الحياة مع اختلاف مسميات الأشياء في بداياتها.

- فمثلا عندما تقدم على وظيفة في الملاحة البحرية ويكون من شروطها إجادتك السباحة ستُسجل في دورة وستُقبل على الأمر بخوف شديد تكوّن منذ صغرك فأنت تخشى المياه المفتوحة وتخشى العوم في كل ما يتجاوز طولك ورغم ذلك فأنت لا تجد نفسك إلا في تلك الوظيفة، تهون على نفسك وتذكرها كيف بدت الحروف الانجليزية مبهمة صعبة وغريبة وبعد أن تعلمتها أصبحت من فرط سهولتها محفزاً لك لتعلم لغة أخرى، يبدأ الدرس الأول وصاحبك الخوف، بعد حين يساير الخوف الثقة وتنتهي وقد أصبحت القدرة قبطان الثقة والمتحكمة بدرجات الخوف.

- لا ينطبق شعورك مع الأشياء في بدايتها على ما ُذكر سابقاً وما ضُرب له مثل بل على علاقاتك أيضا التي تنشأ بعيداً عن أسرتك الكبيرة الممتدة والتي تعرفها وتعرف أسس تعاملاتها وأخلاقياتها وأفكارها، وإن كنت تجهل بواطن أشخاصها فأنت بلقاءاتك المتكررة ومن خلال أحاديث مختلفة تستطيع تخمين شخصياتهم لكن عندما تقبل على مجتمع جديد سواء في الجامعة أو في العمل رغم معايير شخصيتك الخجولة أوالاجتماعية، المرحة أوالحذرة، القيادية أوالهادئة، الباحثة عن الكمال أواللامبالية،

ستكون في حالة تشبه حالة الإقبال على الشيء بكل مشاعره المختلفة في أول مرة، ستحاول التأقلم لتتعلم الاندماج وسترسم قائمة لأنماط الشخصيات التي تُفضل أن تكون بقربهم والذين لا يُشترط أن يكونوا يشبهون نمطك الشخصي ولكن لهم نفس قالب روحك.

- رُغم قلقك من وجودك في مجتمع جديد يتحتم عليك معايشته، ستصل لطريقة ما تجعلك تنخرط في ذاك الجديد وغالباً ستتذكر كُل ما كان عليك صعباً مُبهماً غريباً ثم مع الأيام باجتهادك طُوّع لك.

*حقيقة:

نية التعلم تُسهل العلم، والتعايش مع البشر يحتاج لصبر، وتقديرك لذاتك تاريخ يكتب بكل فخر.

@ALAmoudiSheika