لمي الغلاييني

@LamaAlghalayini

- الفكرة هي طاقة أو نور اكتسب شكلًا بفعل الوعي، ولا يوجد أي شكل من غير وعي، وهكذا يبدأ التخلق والتشكل، حيث تتدفق طاقة أفكارنا بشكل متواصل من أدمغتنا وتنحدر منتشرة في أنحاء جسدنا، فأنت لست نظاماً جامداً، بل كائن ديناميكي من نور، والنور الذي يتدفّق فيك هو طاقة كونية، فكل ما تشعر و تفكر و تتصرف، و قيمك، وأسلوب عيشك؛ كلّها تعكس طريقتك في تشكيل النور المتدفق من خلالك، وبتغيير وعيك تتغير طريقتك في تشكيل النور الذي يتدفق بداخلك ، فحين تقرر مثلا أن تتحدّى الأنماط السلبية في استجاباتك مثل الغضب و استبدالها بوعي بالرحمة، أو تنوي بوعي زيادة درجة الصبر بفهمك وتقديرك لحاجات الآخرين؛ فهذه العمليات الداخلية تحدث تغييرا في اشكال أفكارك و أعمالك و شخصيتك، و هي كفيلة بتطوير تجربتك الحياتية، فكل تجربة تعيشها تعكس نية معينة.

- النية ليست مجرد ميل أو رغبة، بل استخدام مقصود لإرادتك، فإن كنت غير راضي عن علاقتك الزوجية مثلا وتتمنى لو كانت مختلفة، فالرغبة وحدها لن تؤدي لتحسين العلاقة، فالتغيير يبدأ بعقد نية واضحة، فإن كانت نيّتك أن تصبح علاقتك بالشريك منسجمة ومحبة، فستفتح هذه النية منظورات جديدة أمامك، وستسمح لك بتبين الحب الذي يعبر عنه شريكك بطريقته أو بطريقتها الخاصة، إذا كان هناك بالفعل وجود لهذا الحبّ، أما لو لم يكن من وجود لهذا الحبّ، فسوف تتيح لك رؤية ذلك أيضًا.

- وسوف تضعك في اتجاه الحب والانسجام لكي ترى من منظارهما بوضوح ما يمكن تغييره في العلاقة، و إذا كانت نيتك معقودة على إنهاء العلاقة، فستعمل هذه النية على توليد حالة من التململ، وتشعر أكثر فأكثر بعدم الاكتفاء، وبنوع من الانفتاح على خيار الانفصال بشكل لم تشعر به من قبل، لأن ذاتك العليا قد بدأت بترجمة هذه النية نحو توجهات ايجاد طريق جديدة، أما لو كانت نياتك متناقضة في مابينها، فسوف تكون ممزقا بين ديناميكيات متعاكسة، و سيكون النصر للأقوى منهما، فقد يكون لديك نية واعية في اتجاه تحسين زواجك، ونية معاكسة غير واعية في اتجاه انهائه، ولو كانت الاخيرة هي الأقوى، فسوف تبدأ الامور بالتوجه لصالح ديناميكية عدم الرضى، و القلق، أما إذا كانت نيتك الواعية إلى تحسين زواجك أقوى من نية إنهائه وكان الطرف الآخر داعمًا فى هذا الاتجاه، فقد تتوصلان إلى النجاح.

- ولهذا فالنيات المتعاكسة بداخلك تولد مشاعر من الارباك والقلق، وهذا مثال على التجربة التي تعيشها الشخصية المتصدعة، فهي تعيش نزاعاً مع ذاتها لأن رؤيتها وقيمها وسلوكها غير متكاملة، فالوعي العميق بطبيعة نوايانا هو العلاج الأمثل لتطوير تجربة وجودنا، فالنيات لها قوة جذب حقيقية مثل المغناطيس وهي التي ترسم خطوط الواقع الذي تعيشه، وسوف يستمر واقعك بالتكرار حتى تتيقظ لسحر النوايا.