عبد العزيز العمري – جدة

أكد مختصون بأن الأغذية غير الآمنة تشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة حيث يصاب ملايين الأشخاص سنويًا بأمراض نقلت عبر الغذاء، مشددين على أهمية التركيز على تعزيز الوعي بأهمية خيارات الغذاء الصحية، وضمان أن يكون الغذاء آمنًا للجميع .

وفي حديثهم لـاليوم بمناسبة يوم التغذية العالمي، الذي يهدف إلى تعزيز الوعي العالمي لمن يعانون من الجوع وتسليط الضوء على الحاجة إلى ضمان وجبات صحية آمنة للجميع، أكد المختصون على أهمية زيادة وَعي المجتمعات العام بمشكلة الجوع وتعزيز التضامن الدوُلي للكفاح ضده.

زيادة الوعي بمشكلة الجوع

وقالت أخصائي أول تغذية علاجية ثناء القرني: يَهدف يوم الأغذية العالمي والذي أعلنته منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى زيادة وَعي المجتمعات العام بمشكلة الجوع وتعزيز التضامن الدوُلي للكفاح ضده. وتوجيه قدر أكبر من الاهتمام إلى الإنتاج الزراعي، ومن ثم تشجيع التعاون الاقتصادي بين البلدان النامية. وتشارك المملكة ضمن دول العالم في الاحتفاء بهذا اليوم عن طريق إقامة عدد من الاحتفالات والأنشطة والفعاليات، لزيادة وعي المجتمع السعودي بسلامة الغذاء.

تعد الأغذية غير الآمنة سببًا لعديد من الأمراض، والتي قد تُسهِم في ظروف صحية سيئة أخرى مثل: ضعف النمو والتنمية، ونقص المغذيات الدقيقة، والأمراض غير المعدية أو المعدية، كما نوهت وزارة الصحة السعودية إلى أهمية تحقيق تلك الأهداف بما فيها تعزيز الوعي العالمي لمن يعانون من الجوع، وتسليط الضوء على الحاجة إلى ضمان وجبات صحية آمنة للجميع. إضافة إلى أن الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية كثفت من مجهوداتها في هذا اليوم فيما يخص خيارات المستهلك الغذائية وتمكنه من اختيار منتجات أكثر صحية، عبر تقديم معلومات توعوية غذائية تستند إلى أسس علمية.

الغذاء الآمن أساس للصحة

وقالت أستاذ تكنولوجيا وسلامة الغذاء المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز، د. نسرين عبدالسلام: يوم التغذية العالمي يُسلّط الضوء على أهمية الغذاء الآمن كأساس لصحة الإنسان. الغذاء ليس مجرد مصدر للطاقة، بل هو الوقود الذي يسمح للجسم بأداء وظائفه بشكل صحيح. الأغذية غير الآمنة تشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة، حيث يصاب ملايين الأشخاص سنويًا بأمراض نقلت عبر الغذاء. من الضروري التركيز على تعزيز الوعي بأهمية خيارات الغذاء الصحية، وضمان أن يكون الغذاء آمنًا للجميع. هذا ليس مجرد مسألة صحية، بل هو أيضًا مسألة عدالة، حيث يجب أن يتمتع الجميع بحق الوصول إلى غذاء نظيف وصحي. في هذا السياق، يجب تعزيز الشراكات والتعاون الدولي لضمان الأمن الغذائي للجميع.

الغذاء المتوازن ضروري دون نقص أو إفراط

وقال استشاري التغذية العلاجية، نائب رئيس الجمعية السعودية للعلوم البيئية د. خالد علي المدني: يلعب الغذاء الصحي المتوازن دورًا هامًا في الوقاية من أمراض سوء التغذية، والتي تشمل نقص أو زيادة عنصرٍ أو أكثر من المواد الغذائية والتي تؤثر على صحة وحياة الفرد.

وأكمل: للغذاء المتوازن مواصفات ثلاثة تتمثل في أن يشـتمل على البروتينات والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء. وأن يكون كافيًا دون نقص أو إفراط، أي أن يكون بالكمية اللازمة لاحتياج الفرد وما يبذله من طاقة. حيث تنتـج مشاكل صحية عديدة من سوء التغذية بسـبب نقص في كمية الغذاء أو أحد عناصره الهامة. والتي تظهر بصورة واضحة في فئات خاصة خلال مراحل العمر المختلفة، كالرضع والأطفال والحوامل والمرضعات والمسنين.

وأضاف: ومن ناحية أخرى فإن الإفراط في تناول العناصر الغذائية يؤدي إلى ظهور مشاكل صحية قد تمثل خطورة على حياة الفرد، ويجب أن يكون الغذاء نظيفًا، فالنظافة واجبة في كل شيء في حياة الإنسان، وهي أوجب ما تكون في الغذاء حيث إن كثيراً من الأمراض تنتقل عن طريق الطعام الملوث.

الماء مكون أساسي للغذاء الصحي

وقالت استشارية تغذية إكلينيكية د. شوق العشملي: الماء ضروري للحياة على الأرض وضروري للغذاء، فالماء يغطي غالبية سطح الأرض، ويشكل أكثر من 70% من أجسامنا وينتج غذائنا ويدعم سبل معيشتنا. وحتى نستطيع اتباع نظام غذائي للمحافظة على الصحة وتقليل مضاعفات الأمراض المزمنة يجب التأكد من سلامة غذائنا، و حتى نتأكد من سلامة غذائنا نحتاج توفر كمية من الماء، وأن يكون هذا الماء ذو جودة لضمان سلامة الإنسان.

وأضافت: يجب اعتبار الماء مصدر محدود، والتوقف عن اعتبار أن الماء أمرًا مفروغًا منه وأن هناك ما يقارب 2.4 مليار شخص حول العالم يعيشوا في دول تعاني من مشاكل توفر الماء وجودته. لذلك كل ما نأكله وكيفية إنتاج هذا الغذاء، كلها تؤثر على مستويات الماء.

وتابعت: في هذا اليوم العالمي للغذاء يجب التذكير باتخاذ إجراءات بشأن المياه من أجل إنتاج الغذاء بشكل صحي (ذو جودة)، وأيضًا ذو أمان غذائي وأن نكون التغيير والبدء في تحسين الطريقة التي نستخدم بها الماء في حياتنا اليومية: ما نأكله وكيفية إنتاج هذا الغذاء، كلها تؤثر على الماء، واختيار الأطعمة المحلية والموسمية والطازجة، وإهدار كميات أقل منها، والحد من هدر الطعام، وإيجاد طرق آمنة لإعادة استخدامه مع منع تلوث المياه. وبتعاون جميع الجهات للعمل على هذه الإجراءات بخصوص المياه هي من أجل مستقبل الغذاء والناس والأرض.