اليوم: د.نورهان عباس

تعد فكرة صراحة مديري الشركات مع الموظفين عاملًا حاسمًا في التغييرات الوظيفية علاوة على عملها على نجاح سير العمل، وفقًا لما قالته كيم سكوت المديرة التنفيذية السابقة لشركتي أبل وجوجل، التي صاغت هذه العبارة، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأمريكية. تسمح الصراحة الكاملة للمديرين بتجنب فشل التعامل مع ردود فعل الموظفين والتي يجب أن تتم بشكل بعيد عن السلبية أو عدم إعطاء شخص ما النصيحة التي يحتاج إلى سماعها. إذا كنت قد شاهدت مسلسل سيليكون فالي على قناة إتش بي أو أو مسلسل ذا أوفيس على شبكة إن بي سي، فقد رأيت العديد من الأمثلة على السلوكيات السلبية التي لايجب الوقوع فيها لأنها تجر عدم الأمان إلى الموظفين بفعل قادة المؤسسات أو المديرين.

وغني عن القول تقريبًا أنه لا ينبغي للمديرين أن يتطلعوا إلى تقليد شخصية مايكل سكوت التي تتمثل في ثقافة القيادة والسيطرة. وبدلاً من ذلك، يجب على القادة أن يسعوا جاهدين لتحقيق ما تسميه كيم سكوت نهج الصراحة الجذرية والذي يظهر أنك تهتم شخصياً بموظفيك.

تجنب الخوف من تقديم ردود فعل صادقة

غالبًا ما يمنع هذا الخوف القادة من تقديم ردود فعل تتناسب مع طبيعة العمل، وبدلاً من ذلك يتجهون نحو ثلاثة أنواع من ردود الفعل السلبية التي حددتها سكوت في كتابها الصراحة الراديكالية وهي: العدوان أو الثناء الذي لا يبدو صادقًا وردود الفعل التي لم يتم تقديمها بلطف والتعاطف المدمر، أو ردود الفعل التي تحاول الحفاظ على مشاعر شخص ما على المدى القصير ولكنها لا تخبرهم بما يحتاجون إلى معرفته أو النفاق أو أفعال مثل الطعن في الظهر أو العدوانية السلبية، والتي وصفتها سكوت بأنها أسوأ أنواع فشل ردود الفعل.

موزانة ردود الفعل

قالت سكوت إن التحدي الذي يواجه الرؤساء التنفيذيين والقادة هو الموازنة بين الرغبة في أن يكونوا صريحين دون أن يكونوا متعاطفين بشكل مدمر. وذكرت :إن جوهر الصراحة الجذرية هو وجود علاقة جيدة بين المدير والموظف وبين أقرانه من الأعلى والأسفل. الأمر يتعلق بوجود علاقة جيدة، لذلك إذا كان لديك السلطة فتعلم توظيفها بشكل صحيح وحاول أن تعطي الثقة للموظفين ليخبروك بما يفكرون فيه وتقديم مكافأت لهم أيضًا في حال الوصول إلى صيغ عمل توفيقية.

صعبة لكنها عادلة

أردفت سكوت بإنه وسط بيئة الأعمال المتغيرة والمختلفة بين المؤسسات نظرًا لاختلاف طبيعة الأشخاص بالإضافة إلى التغيرات المجتمعية الأوسع، يشعر قادة الأعمال بالقلق من إزعاجات العمال عند تقديم تعليقات أكثر حزما ولكن هذا ليس عذرا لأن يكون المدير شخض ضعيفًا في تواصله. ذكرت سكوت: ما يحدث الآن هو أننا أصبحنا فجأة ندرك مجموعة من الأشياء التي كان ينبغي لنا أن نكون على دراية بها من قبل لكننا لم نفعل.

ما يتطلبه الأمر

يتطلب الأمر قادة لديهم الاستعداد للتحدي بشكل مباشر إلى أبعد مدى يمكن الذهاب إليه، مع إدراك أيضًا مدى تأثير ما تقوله. وعلى الرغم من كل ما قد تقرأه على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن معظمنا يهتم شخصيًا بالفعل ولكننا نشعر بالقلق الشديد بشأن عدم إزعاج شخص ما أو إيذاء مشاعره أو الإساءة إليه ونفشل في إخباره بشيء من الأفضل أن يعرفه. وعليه يتمثل الحل الأمثل في الصراحة وقول الحقيقة بعد التمهيد لها.