عبدالعزيز الذكيرA_Althukair@

- الإغتسال أو قضاء الحاجة عند قاطن جزيرة العرب ، قديما ، له تعبير معروف ومقبول سماعا مثل « ياخذ بريق « أو « يشرّب « أو يطيّر الماء « وتعني تعبيرا لطيفا وكيّسا لعملية قضاء الحاجة.. يحمل الإبريق المملوء بالماء من أجل الاستنجاء والطهارة .

- لكن كلمة يشرّب أو يطير الما ، اختلفو جامعوا مفردات التراث في تفسيرها . في منطقة الحجاز يقولون « زيّ الناس « ، وعند الاإنجليز يقولون : ( سبيند إ بيني « أي : تُنفق بينسا ، لأن باب المرحاض العام ( أجلكم الله ) يُفتح بالعملة .

وأعتقد بوجود مفردات في اللغات العامية الأخرى ، تجعل وقع الكلمة على السامع مقبولا بعض الشئ .

- آتي على هذا الموضوع عند سماعي قصة صديق وقد احتار في حالته في محطة من محطات الطرق السريعة بين الرياض والمنطقة الشرقية، وجد المراحيض ملأى ليس بالماء وحده..، وعجز أن يدخل الغرفة التي يُفترض فيها أن تكون ستراً للمغتسل، ناهيك عن وجوب كونها مكاناً للطهارة والنظافة المُفضية الى الصحة.

- وقضاء الحاجة قديما تتكفّل به الصحراء، وحرارتها وسمومها كفيلتان بقتل أي عدوى أو مرض أو بكتيريا، فإذا «أخذ صاحب الحاجة إبريقا» فهو عادة (أثناء الرحلة) يبتعد عن الركب ، وقد يلجأ الى شجرة أو صخرة كبيرة تكون له سترا.

- لعمري إن محاولات آبائنا السابقة كانت أنفع وأنظف وأطهر من تلك المراحيض المقامة ، وكأنها بُنيت خصيصا لنشر الأوبئة والأمراض والروائح الكريهة.

- هذه المراحيض تحتفظ بالعدوى، وترفع فاتورة العلاج والتحاليل، فلو أن أصحاب المحطات تلك فكروا قبل الإقدام على إقامتها بالطريقة التي يجتذبون بها المسافرين بالتوقف، وليتهم علموا ان ثقافة البدو الرّحّل في صحرائنا كانت أنقى وأطهر من ثقافتهم تلك.

- وأخيرا بدأت الجهات المسؤولة عن هذه الأشياء تُشدد على تطبيق الحد الأدنى من النظافة ، ورقابة تلك المنشآت .