@DrAL_Dossary18
- المملكة العربية السعودية تولى اهتماما كبيرا بالذوق العام وترسيخ المبادئ والقيم، حيث ورد ذلك في النظام الأساسي للحكم في الباب الثالث والمختص بالسلوكيات، والممارسات في الأماكن العامة، وأبرز دليل على ذلك هو صدور لائحة المحافظة على الذوق العام، حيث أن المملكة لديها ارث اجتماعي ضخم ويشمل الكثير من القيم والمبادئ التي يحتذى بها كما أن الوضع الراهن في البلاد من الانفتاح على العالم على الصعيد الثقافي، السياحي والترفيه، و التطورات المتسارعة بمجملها و الجهود الحثيثة في ذلك تستدعي ضبط ومراعاة الجوانب الخاصة بالذوق العام.
- ومن خلال هذا الحراك ومواكبةً للتوجهات الوطنية الحديثة ورؤية السعودية 2030 تم أنشاء الجمعية السعودية للذوق العام في 1437 هـ وهي جمعية غير ربحية وتسعى لإيجاد بيئة مجتمعية تمتاز بالذوق العام في جميع جوانب الحياة المختلفة وهي تسلط الضوء على أوجه الثقافة السعودية بما يخدم قيم الذوق العام والمواطنة، فالجمعية تساهم في تعزيز مفهوم الذوق في مجتمعنا وترسم خارطة طريق من خلال التوعية والحرص على المحافظة على القيم والمبادئ كما تهدف لتعزيز القيم الإسلامية والمعايير الاجتماعية في انتهاج الذوق العام كاسلوب حياة، و تنمية الممارسات السلوكية المعززة للذوق في البيئة المجتمعية، وتساهم في بناء الشخصية السعودية التي تتبنى قيم الذوق والمواطنة، وتسلط الضوء على أفضل الممارسات الإيجابية للأفراد والمؤسسات في تبني قيم الذوق العام.
- وأطلقت مؤخرا الجمعية حملة (القيادة بذوق) التي قام بتدشنها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية -حفظه الله- والتي تأتي ضمن برنامج «وطن الذوق»، وتهدف الحملة لتعزيز الوعي بأهمية مسؤولية القيادة الآمنة وتحسين الممارسات التي قد تشكل خطرًا على السلامة العامة في الطريق، برنامج شامل يحرص على رفع مستوى الذوق العام على الطرقات، واندرج من خلال هذا البرنامج العديد من الممارسات المرتبطة بالمسارات في الطريق، وفي مواقف السيارات . بالإضافة الى حقوق المشاه وذوي الاحتياجات الخاصة والاستخدام المناسب لإضاءة السيارة والمنبه وغيرها، وتتسق هذه الحملة مع النمو المستمر لمستخدمي الطرق من الذكور والاناث، مما يعزز ذوقيات القيادة والتعامل المبني على الاحترام بين قائدي المركبات والذي يطمح لتحقيق الأمن والسلامة للجميع.
- فقامت الجمعية بالحملات الميدانية كتنظيم مسيرة (القيادة بذوق)، والعديد من الأنشطة التوعوية التي تستهدف شرائح المجتمع المختلفة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي فنشرت الرسائل التوعوية المتعلقة بذوقيات القيادة المرورية، وستستمر هذه الحملة لمدة أربعة أشهر.
- جهود مشكورة تقوم بها الجمعية لجعل الذوق العام منهج حياة لمجتمعنا السعودي في سلوكياته وبين أفراده، لذلك لابد لنا كمواطنين أن نفعل دورنا و نلتزم بالذوق العام ونحافظ عليه لدعم مقومات المجتمع الإيجابي لتعزيز الممارسات الحسنة وضبط التعاملات من خلال احترام القيم والعادات والتقاليد في الأماكن العامة ومايطرح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فلابد أن نحرص على ما يقال، يصور أو ينشر من عبارات في مختلف برامج السوشيل ميديا، كما نهيب بأبنائنا وبناتنا من المشاهير والذين يعدون قدوة للملايين بأن يحرصوا على مايقدموا من محتوى وسلوكياتهم التي تكون أحيانا خارج السياق ولا تتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا كمجتمع سعودي فتشوه الذوق العام.
- لا بد أن نتكاتف لندعم كل ما هو معزز للمواطنة من خلال الالتزام بالذوق العام والحد من مظاهر الإساءة له في الطرق والمرافق العامة ومواقع التواصل الاجتماعي، ودعم الجهود التوعوية المبذولة من الجمعية لحماية وتعزيز الذوق العام في وطن الذوق السعودية.