ماجد السحيمي يكتب:

- مع ازدياد زخم الوسائل الإعلامية المختلفة والتي تتجدد كل يوم وبدأت تغطي على القنوات التقليدية، تتجلى في السنوات الأخيرة ظاهرة البودكاست والتي تكون شكل مباشر وبأقل كلفة من المقابلات الرسمية تشوبها الأريحية بشكل أكبر من غيرها، حقيقة أنها شيء جميل خاصة في بعض الأوقات كالسيارة والمشي وغيرها من الأوقات غير المخصصة لمتابعة مقابلة ما بشكل متفرغ .

- حقيقة أضفت هذه الطريقة في المقابلات قبولاً اكثر لدى المتلقي وجاذبية للإستماع بشكل أكبر وبالتالي عمت الفائدة المرجوة منها، بعد ذلك بدأ إستنساخ هذه البودكاستات بشكل جيد أحيانا وبشكل سيء أحيانا أخرى، فأن تكون مع مسؤول وصاحب علم ومبتكر ومؤلف أو أي شخص مفيد ويقدم محتوى إيجابي، فهذا أمر رائع، الجانب السيء من هذا الإستنساخ أن يكون مرآة لحسابات المشاهير السطحية، فمصيبة أن تستضيف مشهورا للتحدث معه وتحاوره وتناقشه بأجندة حوار تخص أعضاء الإستراحة! وشلة النادي الذي يتمرن فيه! وكمية المقالب بين الأصدقاء، المصيبة الأخرى أن تستضيف شخص لا يقل سطحية عن الأول ثم تسأله عن حياته الشخصية المغلقة والتي من المفترض أن لايعرفها أحد وأن تمضي ساعات المقابلة على ما كان يفترض أن يكون سراً له ولا يهم المتلقي أبداً أبداً.

- مؤخرا وبشكل متكرر أزعجتني الاقتراحات الخاصة بمقابلة مشهورة، كتب الله لها أن تنفصل عن زوجها واخذ المحاور يسرد التاريخ الجليل لعلاقتهم وكيف بدأت وما هي درجات الاهتمام بها حتى سألها من الذي قال «أحبك» أولا للآخر؟ وهل تتمنين له زوجة أسعد منك مستقبلا؟ الأسوء من ذلك أنها بادرت بكل الإجابات دون مراعاة لخصوصية البيت والزواج برمته وذكرت حتى الرسائل بينهما وما تحويه من كلام ؟ هنا أقول ما ذا يهمني كمتلقي هذا المستوى، إن صح التعبير، من السماجة ؟ والسطحية المطلقة؟ البيوت كلها أسرار وهذا لايهمه ما يحصل في بيت ذاك والعكس صحيح.

- لا أعلم ماهي الفائدة المرجوة من طرح مثل هذا المحتوى الذي يضر ولا ينفع؟ لا أعلم أين الفائدة حين تقول الرجل لا يكتفي بإمرأة واحدة؟ بناء على تجربتها؟ وهل تجربتها معيارا يقاس عليه ومؤشر مهم في زواجات البشر؟ مصيبة أن نصل إلى هذا المستوى من الطرح لمجتمع يرتقي كل يوم همةً وعلماً وانجازاً وطموحاً يتحقق على الواقع.

- هل أصبح حتى الأن الأسلوب الكاسد للفت الأنظار والإثارة الإعلامية بهذه الطريقة، كل ما نريده هو قليل من الجودة لإزالة هذه الظاهرة السلبية من محتوانا الإعلامي. وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل بإذن الله أودعكم قائلا (النيّات الطيبة لا تخسر أبداً) في أمان الله.

@Majid_alsuhaimi