د. شلاش الضبعان يكتب:

- أعتقد أن من أبرز أسباب الخلافات الزوجية، ومن أسباب الفشل في الحياة: سوء اختيار الشريك، فكيف ينجح من يعاني من بيت غير مستقر؟ وما هي حال من يتخرج منه؟!

وعندما تقرأ الاستشارات الزوجية تجد سوء الاختيار واضحاً في المشكلة، سواء من قبل السائل أو المسؤول عنه، فبعض شريكات الحياة تريد زوجاً بمواصفات خارقة، وبعض الشباب يريد زوجة من الحور العين.

- عندما نقرأ سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم نرى عناية بالاختيار الزوجي كانت نتاجها محمد بن عبد الله الذي أخرج البشرية من الظلمات إلى النور ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

فقد اختارت آمنة عبد الله بن عبد المطلب الذي كان من أكرم شباب قريش وأعفهم وأبرهم، ويقال أنه عُرض عليه الحرام في الجاهلية، فرفض، لأن الحرام يبقى حراماً لدى كل فطرة بشرية سويّة، وقال:

أما الحرام فالممات دونه،، والحل لا حل فأستبينه

فكيف لي بالأمر الذي تبغينه،، يحمي الكريم عرضه ودينه

واختار عبد الله ومعه عائلته آمنة بنت وهب من أسرة عريقة النسب، من جهة الأب والأم، مشهود لها بالشرف والأدب، وقد كان أبوها سيد بني زهرة، ورباها عمها وهيب بن عبد مناف، وكانت تعرف «بزهرة قريش»، وقيل إنها عندما خطبت كانت أفضل فتاة في قريش نسبًا وموضعًا.

وكانت نتائج حسن الاختيار في كل جزء من أجزاء الحياة الزوجية، فقد مات الزوج وعمره 25 سنة أثناء عودته من الشام بتجارة قريش بعد ثلاثة شهور من الزواج، ومع ذلك بقيت الأرملة الصغيرة التي كان عمرها 14 سنة وفية لزوجها وحملها الذي في بطنها والذي كان لشهرين فقط.

وقد اعتنت آمنة بالطفل الوليد وحرصت على تربيته أكمل تربية، بالتعاون مع جده وأعمامه، فجاء إلى البشرية أكمل البشر وخيرهم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه.

- ومع صغر سنها و وفاتها بعمر العشرين، وكون عمر النبي الكريم ست سنوات عند وفاتها، إلا أنه عندما رأى قبرها بكى وأبكى من حوله .

- اعتن باختيار شريك حياتك، فليس الجمال ولا الرومانسية وحدهما المقياس، إن كنت تريد أبناء يسيرون على خطى خير البشرية .

@shlash2020