ظهر مصطلح الاقتصاد الدائري بقوة في الآونة الأخيرة ما دفع كثير من الشركات الناشئة إلى أن تستكشف المنتجات والخدمات التي يقدمها، أملاً في الحصول على تمويل يوفر فرصًا استثمارية واعدة في كل صناعة، وعلى المستوى العالمي، هناك حافز مالي هائل للاستثمار حيث تقدر شركة أكسنتشر أن الإمكانات الاقتصادية لدعم الاقتصاد الدائري عالميًا تبلغ 4.5 تريليون دولار، وفق ما ذكر موقع جرين بايز المعني بالحوكمة المالية.
الاقتصاد الدائري
يشار إلى الاقتصاد الدائري على أنه نظام اقتصادي يهدف إلى القضاء على الهدر والاستخدام المستمر للموارد. وتعمل الأنظمة الدائرية من خلال إعادة الاستخدام إلى الإصلاح والتجديد وإعادة التصنيع وإعادة التدوير لإنشاء نظام وحلقة مغلقة، مما يقلل استخدام مدخلات الموارد إلى الحد الأدنى ويخفّض انبعاثات النفايات والتلوث وانبعاثات الكربون.
نظام ربح متجدد
يقدم الاقتصاد الدائري نموذجًا لنظام مربح ومتجدد، لكن الاستثمارات الذكية ضرورية لتعزيز الدائرية على نطاق واسع. حول ذلك، قالت بريدجيت كروك العضو المنتدب في شركة كلوزد لووب بارتينرز الاستثمارية التي تعمل على تسريع التحول إلى الاقتصاد الدائري، أنها قامت بأكثر من 65 استثمارًا ساعدت في الحفاظ على تداول 4.8 مليون طن من المواد. ولعبت كروك دورًا فعالًا في بناء قطاعات الشركة الثلاث في الاستثمار والابتكار والبنية التحتية على مدار العقد الماضي. وتقدم كروك نصائحها حول المجال وكيفية الريادة فيه لرواد الأعمال الجدد أو حتى المستمرين منذ سنوات.
أنواع الاستثمارات
اعتبرت كروك أنه يجب التركيز على الاستثمارات التي توفر أكبر قدر من الإمكانات لتعزيز التدوير على نطاق واسع. وذكرت أن الاقتصاد الدائري يهدف إلى حل التحديات على مستوى النظام من خلال حلول شاملة مع إدراك أنه لا يوجد علاج سحري من شأنه أن يؤثر على تغيير الأنظمة.
استراتيجيات العمل
يعتمد التواجد في المجال على عدة استراتيجيات بعضها قديم وبعضها جديد تعمل على إطالة عمر المنتجات والقضاء على الهدر من خلال تقليل المنتجات والمواد وإعادة استخدامها وإعادة تدويرها وتأجيرها وإعادة تصنيعها وإعادة تعبئتها وإعادة تصميمها. ويؤثر هذا التحول في التفكير على كل جزء من سلسلة القيمة ويخلق إطارًا للشركات العالمية والشركات الناشئة والحكومات والمدن لإعادة تصور الرأسمالية وخفض التكاليف وزيادة الكفاءة وحماية البيئة التي نتقاسمها.
كيف تربح من الاقتصاد الدائري؟
حول الإجابة على سؤال كيف تربح؟، يقول الخبراء أنه يمكنك معالجة معضلة التدوير الذي يجب أن يكون مربحًا حتى يمكن استمراره، بالاعتراف الكامل أولًا أن التغيير لا يحدث بين يوم وليلة وأن النهوض يتطلب حلولاً متعددة لتحقيق تقدم تدريجي نحو التغيير على مستوى الأنظمة وتخفيف العواقب غير المقصودة.
ولهذا يجب اتباع الآتي:
التجربة أكثر من مرة
تعد التجربة أكبر برهان، فيمكن عمل مشروع تجريبي لأشهر لقياس مدى النجاح والربحية ثم التوسع ولهذا السبب يركز الاقتصاد الدائري على الشراكات مع اتحادات العلامات التجارية الكبرى واختبار الحلول في السوق للمساعدة في تحديد إمكانية التوسع.
الاستثمار في أصول مختلفة
تحتاج أيضًا إلى الاستثمار في الشركات بنقاط مختلفة في منحنى نموها وعدم التركيز على بعد واحد فقط.
البنية التحتية
وأخيرا، تحتاج إلى بناء بنية تحتية قوية لدعم الشركات التي تعمل على تعزيز التحول الدائري. ويقول الخبراء أنه يرتبط ما يصل إلى 70 بالمائة من انبعاثات الغازات الدفيئة بالمنتجات التي نصنعها ونستهلكها يوميًا وهنا يتقاطع المناخ مع الاقتصاد الدائري. ومن خلال الحفاظ على السلع والموارد (لفترة أطول، وبأعلى قيمة لها)، فإننا نقلل من الحاجة إلى الاستخراج ودفن النفايات وهما مصدران رئيسيان للانبعاثات.