محمد العويس - الأحساء 

برع مزارعو محافظة الأحساء في حفظ التمور وتخزينها، كونها من أهم المنتجات الزراعية التي تشتهر بها المحافظة. وقد تطورت طرق التخزين عبر الزمن، من استخدام الجصة في الماضي، إلى استخدام السلال والثلاجات في الوقت الحاضر.

في الماضي، كان تخزين التمر عملية صعبة. كان المزارعون يستخدمون الجصة أو السحارة، وكلاهما كان يتطلب جهدًا كبيرًا للنقل والصيانة. كما كان التمر المخزن في المحاصن الخشبية يتمتع بجودة أفضل من التمر المخزن في طرق أخرى.

أما في الوقت الحاضر، أصبح تخزين التمر أكثر راحة وسهولة. يمكن للمزارعين الآن وضع التمر في سلال ووضعه في ثلاجة أو مخزن خاص للتمر.

يقول المزارع علي الرزق البالغ من العمر 70 عامًا: في الماضي، كان تخزين التمر عملية صعبة وصعبة. كان علينا استخدام الجصة أو السحارة، وكلاهما كان يتطلب جهدًا كبيرًا للنقل والصيانة. أما في الوقت الحاضر، أصبح تخزين التمر أكثر راحة وسهولة. يمكننا الآن وضع التمر في سلال ووضعه في ثلاجة أو مخزن خاص للتمر وتشغيل البرودة عليه الى وقت تصديره.

ويحرص المزارع الرزق على نقل خبرته ومهاراته إلى الأجيال القادمة. ويأمل أن تستمر هذه التقنيات التقليدية في الازدهار في المستقبل.

تخزين التمر

يضيف قبل 60 سنة كانوا يستخدمون المحاصن لتخزين التمر والتي تصنع من الخوص يتم عمله عن طريق الحرفيات من النساء بحيث يتم وضع التمر بداخله ومن ثم عملية الخياطة له ونضعه إلى أن يجف ومن ثم يحمل لنقله إلى «الكندوج» لعملية الصف ويصل من 200 من و100 من و80 من على حسب المزارعين ومزارعهم الكبيرة. أما في وقتنا الحاضر يقومون بالتعبئة في السلال ونهيئه بعملية تخزينه في محل بارد أو في حال مناسبة وقته المصنع.

تراث يحافط عليه

يقول المزارع علي الرزق: سابقًا يكون التمر في المحصن أحلى والدبس أحلى ورائحته طيبة، وأيضا يستخدم هذا المحصن خصوصا للسفر إلى مكة أو المدينة أو موسم الحج حيث يتم نقل التمر من داخل المحصن. ويمكن أن يبقى التمر من سنة إلى سنتين في حال كان محفوظ محل جيد يظل لفترة طويلة داخل المحصن ويكون له نكهة ورائحة طيبة خصوصًا الرزيز.

في وقتنا الحالي أصبحت المحاصن تستخدم في بعض المصانع وتصدر لدول الخليج - اليوم

ويضيف: في وقتنا الحالي أصبحت المحاصن تستخدم في بعض المصانع وتصدر لدول الخليج خاصة أن النساء يقومون بتصنيعها من الخوص كما أن هذه المحاصن تستخدم لعملية تسييل الدبس الطبيعي وهذا تراث أحسائي لا زلنا محافظين عليه. ونأمل من الأبناء والأجيال القادمة المحافظة على هذا التراث، خصوصًا هذه المحاصن المصنعة من الخوص التي لها مئات السنيين. وهي تستخدم إلى وقتنا الحالي، وإن كان هناك اقل كون الناس تلتفت إلى الأشياء الجديدة ولازال المحصن مطلوب.

يجد المزارع الرزق البالغ سعادة كبيرة وهو يمارس حرفته المحببة (الزراعة) في مزرعته الخاصة التي بدأها بها وهو في سن الخامسة من عمره. تعلمها من آباءه وأجداده يمارسها لأكثر من 60 سنة من زمن وجود الأنهر التي اشتهرت بها الأحساء قبل إطلاق مشروع الري وحتى يومنا الحالي بمعايشه مع الآباء والأجداد وسط حرص منه على نقل هذه الحرفة إلى الأبناء من الجيل الحالي حفاظا على الغرس والنخلة والزراعة.

تخزين التمور - اليوم

الصرام قديمًا وحديثًا

يتذكر المزارع علي الرزق الصرام قبل قدوم السيارات وقبل وجود الطرق حيث كانوا في السابق يخرجون على شكل مجموعات من 8 إلى 10 أشخاص ووقت الصرام ينقسمون إلى أربعة أقسام:

الصرام، المصفر، اللقاطة، الرفاع. أما في وقتنا الحالي اختلف الوضع مع توفر الإمكانيات بوجود السيارات والسلال والفرش من البلاستيك. وفي الوقت الحالي واثناء وقت الصرام يخرجون بعدد يتراوح من 5 إلى 8 أشخاص وعلى حسب الموجودين يقومون بعملية الفرش ونصرم عليها التمور خاصة الخلاص ويتم النفض ثم عملية الفرز ثم يوضع في السلال وتجهيزها.

تخزين التمور - اليوم

أدوات الصرام

يحتاج المزارع إلى أدوات من أجل استخدامها منها «المحش» لقص العذوق و«الكر» لصعود النخلة و«المرحلة» التي توضع فيها التمور والسفرة «الخصفة» المصنعة من الخوص التي كانت تستخدم في الماضي وحتى وقتنا الحالي. كما انهم حاليا يستخدمون الفرش فبعد أن يتم الصرام للتمور حسب الموعد المحدد يتم وضعه في المرحلة ومن ثم نضعه على السفرة ونبدأ عملية الفرز حسب حبة التمر وحجمها الكبيرة والصغيرة وعملية التنظيف، بحيث يكون جاهز ومرتب ونظيف ليتم نقله إلى السوق أو نقله المصنع.