حذر أطبّاء ومختصون في الأمن السيبراني من الهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها المنشآت الصحية، والتي ينتج عنها تعطل في الأنظمة الإلكترونية للمؤسسة الصحية وكافة المتعلقات به، وهذا ما يجعل المنشآت في خطر كبير وتحدي أكبر في استرجاع المعلومات والعمل على ترتيب الأولويات في ظل الهجمات التي يتعرض لها المستشفى أو المنشأة بشكل عام.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي حملت عنوان الأمن السيبراني في المنشآت الصحية، والتي نظمتها كلية الصحة العامة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل برعاية معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالله الربيش وحضور الأستاذ الدكتور فهد الحربي نائب الرئيس للبحث العلمي والابتكار، وحضور نائب الرئيس للتطوير والشراكة المجتمعية الدكتورة نهاد العمير وعميدة كلية الصحة العامة الدكتورة هناء الحارثي، وشارك في الندوة أ. د. محمد الشهراني، مدير عام المستشفى الجامعي بالخبر، ود. خالد العيسى، عميد عمادة الاتصالات وتقنية المعلومات بالجامعة، وعبد الرحمن المزروع، مدير عمليات الأمن السيبراني في مستشفى جونز هوبكنز أرامكو، وحاورتهم د. منى الجوير منسقة برنامج الدكتوراه في العلوم الصحية. كما صاحب ذلك المعرض السنوي الثالث للأبحاث العلميّة لطلاب وطالبات كلية الصحة العامة.
أهمية الأمن السيبراني للمنشآت الصحية
وأكد المتحدثون خلال الجلسة على أهمية الأمن السيبراني في المنشآت الصحية، حيث قال الدكتور محمد الشهراني: ما يتعلق بالأمن السيبراني هو موضوع هام جدًا خاصة في هذه المرحلة وسمعنا الكثير عن هجمات سيبرانيّة لبعض المؤسسات الصحية داخليًا وخارجيًا والأثر السلبي البالغ التي سببته هذه الهجمات.
وأضاف: كما أن هناك مستشفيات فقدت بياناتها ومعلومات المرضى من معلومات طبية وتحاليل وأدوية وأشعة والممارس الطبي المعالج يجد أنه يبدأ من الصفر وهذا حجم الضرر الذي قد يتسبب فيه مثل هذه الهجمات.
نشر الوعي داخل المؤسسات الصحية
من جهتها أكدت الدكتورة أروى العمران، الأستاذ المشارك في كلية الصحة العامة ووكيلة الكلية للبحث العلمي والابتكار، على أهمية نشر ثقافة الوعي داخل المؤسسات الصحية، حيث قالت: هذه ثقافة يجب أن تُنشر وعلى كل ممارس صحي أن يعمل في هذا الاتجاه حفاظًا على الممتلكات وهي معلومات المرضى وذويهم.
وقالت أن الكلية تنظم المعرض السنوي للأبحاث حيث يتم تنفيذ المعرض سنويًا لمشاريع السنة السابقة، وتناولنا ضمن المعرض هذه الجلسة الحوارية الخاصة بالأمن السيبراني لعموم الوعي بالطلبة والممارسين الصحيين وهذه المشاريع هي مشاريع بحثية طبية تختص في المجال الصحية بإجمالي عدد 30 بحثًا بمشاركة طالبين في البحث وقد بلغ عدد الحضور 350 طالبًا وطالبة، واغلب البحوث منشورة في مجلات عملية وأخرى ستنشر، وكان للجلسة الحوارية أثر كبير فيما يتعلق بالأمن السيبراني من خلال تفاعل الطلبة والحضور والإلمام التام بما قد يتعرض له الممارس الصحي من هجمات إلكترونية.
تطور الأمن السيبراني
وشدد عميد عمادة الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور خالد العيسى على أهمية تطور الأمن السيبراني في المنشآت الصحية، حيث قال: عندما يتم اختراق مستشفى فان المخترق يحصل على بيانات ومعلومات تصل إلى 400 دولار للملف الواحد وهي معلومات قيّمة ومهمة للمنشأة الصحية لأنهم يحتاجونها في التشخيص والأمور العلاجية.
وفي ختام الجلسة، ذكر مدير عمليات الأمن السيبراني في مستشفى جونز هوبكنز أرامكو، عبدالرحمن المزروع، أهمية وجود استراتيجية للأمن السيبراني في المنشآت الصحية، حيث قال: وجود الاستراتيجية التي تعمل جنبًا إلى جنب مع الأمن السيبراني في القطاعات الصحية فتقلل من المخاطر التي قد يتعرض لها القطاع.
وأضاف: إن التوعية ورفع مستوى الوعي من خلال القطاع الصحي زاد بالتقدم التقني في القطاعات الصحية ويزيد تعرضها للهجمات الإلكترونية وأن من ضمن مسارات رؤية المملكة 2030 تطوير القطاع الصحي وانتقاله من مرحلة العلاج إلى الاهتمام بالصحة من خلال الوقاية أو المشاركة في جودة الحياة.