مشاري العقيلي يكتب :

- إعادة إنتاج الفرص الاستثمارية أو اكتشافها ومن ثم اغتنامها من الميزات التنافسية المطلوبة والضرورية في الاقتصاد الحديث، وذلك لا يأتي بمجرد البحث وإنما بالتعرف على وجهات الآخرين وتحفيزهم للتفكير والوقوف على تجاربهم وقراءات اتجاهات النمو والحركة الاقتصادية وتمددها، إلى جانب استيعاب التقنية في الفكر الاقتصادي، وذلك يعني محصلة تراكمية جديرة بأن تمنح أفقا واسعا لخيارات الاستثمار على المديين القريب والبعيد.

- فعالية مثل مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار التي اختتمت نسختها السابعة في الرياض الأسبوع الماضي، جديرة بأن تقدم مخرجات وتوصيات تواكب متغيرات العصر خاصة مع حضور آلاف المشاركين من مختلف أنحاء العالم، بالضرورة يملكون رؤية ورأي وطرح يمكن أن يحقق القيمة والإضافة التي نستفيد منها، وفي الواقع من خلال المتابعة توقفت عند محطتين من بين المحطات المتعددة التي تم نقاشها وبحثها عبر الجلسات المتنوعة.

- أول تلك المحطات هي المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، حيث تمت الإشارة إلى أنه بحلول عام 2025 يمكن أن يصل الاستثمار العالمي المرتبط بالذكاء الاصطناعي إلى 200 مليار دولار، وذلك يعني أن هناك استخداما تقنيا هائلا سيحدث بصورة تشكيل العمليات التجارية في ظل توسعه في الاستخدامات الاقتصادية والاجتماعية، وذلك يعني مزيدا من الإجراءات لتوظيفه وتطويره وتأهيل القائمين عليه ليواكبوا مستجداته، فنحن بالفعل أمام تحول كبير ومختلف سيجعل كثيرا من الأدوات الحالية من الماضي.

- يرتبط بذلك وغير بعيد عنه نمو الأسواق والشركات الناشئة، وتلك الشركات بدأت صغيرة في وادي السيلكون وغيره من الحاضنات والبيئات الاستثمارية لتصبح من عمالقة الشركات العالمية حاليا، وهي مع التقنية وأنظمة الذكاء الاصطناعي قابلة لأن تنمو وتصنع الفارق الاستثماري والاقتصادي، والتقديرات تشير إلى أن حجم الفرص الاستثمارية في مشاريع الاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة في الأسواق الناشئة يصل إلى نحو 5.4 تريليون دولار، وتلك الأسواق تشكل 86% من سكان العالم، و58% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

- بوجود أسواق ناشئة بهذه الضخامة، وشركات ناشئة يمكنها أن تستثمر القليل لتصنع الكثير من المهم أن نكون جزءا من منظومة لديها فرص واعدة ورائدة في ظل وجود كثير من المبتكرين والكراسي العلمية البحثية في الجامعات إلى جانب الحاضنات والقدرة على الانفتاح على الأسواق الناشئة والتعاون والتعامل معها، وذلك ما يجب أن نبني عليه حاليا ومستقبلا .