د. شلاش الضبعان يكتب:

- رأيت عبر مواقع التواصل الاجتماعي اجتماعات جميلة مصورة لسكان الشميسي وأم سليم وهما من الأحياء القديمة في مدينة الرياض.

ولا تسل عن حجم السعادة على وجوه من اجتمعوا، وكيف يتذاكرون ذكرياتهم وماضيهم ومدارسهم وبعضهم يتكلم أن هذا هو اللقاء الأول بعد 40 أو 50 سنة.

- كم أتمنى ألا يتوقف مثل هذا اللقاء، وكل التقدير والشكر للقائمين عليه، وكم أتمنى أن تعمم مثل هذه المبادرة، فيبادر المبادرون والجمعيات المتخصصة في كل حي وقرية لجمع قدامى أهل الحي أو القرية في اجتماع سنوي يدعى له كل من سكن فيه ويستعان بالقدامى الموجودين، والأهم في مثل هذا اللقاء تقوية الروابط بإعادة التعارف واسعاد الموجودين، ولا مانع أن يكون هناك بعض المناشط كمباراة رياضية، وبعض المسابقات الثقافية، والجوائز التشجيعية مع التوثيق، وكلما كان اللقاء أبسط كان ذلك أدعى للاستمرار ويظل دوماً خير العمل أدومه وإن قل.

- في لقاء القدامى خيرات وبركات، فأولها إدخال السرور على قلوب الكبار، ومشاق الحياة التي تكبر بتقدم العمر تجعل قلوب الكبار أحوج من غيرها لكل ما يسرها ويسعدها، وفي الحديث الشريف يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم َ»أحَبُّ النَّاسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعْمالِ إلى الله عزَّ وجلَّ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ على مُسْلِمٍ، تَكْشِفُ عنه كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنهُ دَيْناً، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعاً، ولأَنْ أَمْشي مَعَ أخٍ في حَاجَة؛ أحَبُّ إليَّ مِنْ أنْ أعْتَكِفَ في هذا المسجِدِ -يعني مَسجدَ المدينَةِ- شَهْراً»، ولعل المبادرين لمثل هذه الفكرة الجميلة ينالهم هذا الأجر والثواب.

- أيضاً فيها بر بالوالدين عندما يحرص الأبناء على حضور والدهم لمثل هذا اللقاء، وفيها تقدير للناجحين من قدامى الحي أو القرية ففيه تبادل للخبرات والتجارب يستفيد منها الصغار، فالمتواجدون ولا شك خبرات ومن الجميل أن يعطوا الفرصة في اللقاء لتقديم تجاربهم، وهذه فائدة ومدرسة للأجيال الجديدة خصوصاً في الحي أو القرية أو للجميع إذا كانت مصورة.

- كما أن فيها تعزيز الوحدة والتكاتف الذي يتميز به وطننا، والذي نحن أحوج ما نكون إليه، فكثير من أحياء المدن، وعدد من القرى تجمع الناس من مختلف المناطق والقبائل، ولذلك إعادة العلاقات والترابط تعزز الوحدة الوطنية وترسخها.

أين المبادرون؟ فلا مشروع بلا مبادر، وبالمبادرين تحيا وتتقدم المجتمعات.

@shlash2020