فيصل الفريان ـ الخبر

الرئيس الصيني يصل إلى الرياض في ثاني زيارة خلال 3 سنوات

يبدأ الرئيس الصيني هو جنتاو زيارة رسمية للمملكة اليوم الثلاثاء لضخ مزيد من الدم في شرايين العلاقة التاريخية بين البلدين الصديقين ، وتؤكد هذه الزيارة مساعي القيادتين لتطوير العلاقات السعودية الصينية التي شهدت في الواقع تطورا كبيرا في السنوات القليلة الماضية يعكس توجه البلدين للاستفادة من قدراتهما وإمكانياتهما الاستثمارية الضخمة خاصة أنهما أصبحا من أقطاب النظام الاقتصادي العالمي ، وتتوافر لديهما قواسم مشتركة كثيرة كفيلة بتعزيز إرادتهما نحو التعاون المشترك ونقل العلاقات الثنائية الى آفاق أكبر تتسع لمزيد من المشروعات التي تصب في مصلحتهما . وفي السياق التاريخي، فإن فرص ازدهار العلاقات بين البلدين تبقى أكبر وأكثر قبولا للتطوير ، وقد مرت العلاقات بين المملكة وجمهورية الصين بمرحلتين أساسيتين: المرحلة الأولى (1939-1990) وبدأت هذه المرحلة عندما اعترفت المملكة بجمهورية الصين وأقامت معها علاقات دبلوماسية وتجارية، إلا أن هذه العلاقات لم تدم طويلاً نتيجة لسيطرة الحزب الشيوعي على السلطة في الصين ومن ثم توقفت العلاقات بين البلدين في عام 1949، واستمرت معلقة حتى إعادتها عام 1990.أما المرحلة الثانية (1990- إلى الوقت الراهن) وبدأت بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين عام 1990 إلى الوقت الحالي ، وقد استمرت العلاقات الدبلوماسية بين المملكة والصين منذ إقامتها عام 1939 حتى عام 1949 عندما استولى ماو تسي تونج على السلطة في الصين وطرد الحكومة الصينية السابقة إلى جزيرة فرموزا. ومنذ ذلك الوقت توقف التفاعل الدبلوماسي ولم يتوقف التفاعل التجاري بين الدولتين. و بالرغم من غياب العلاقات الدبلوماسية بينهما فقد كانت قيمة الصادرات الصينية إلى المملكة في عام 1954 لا تتجاوز (0.05) مليون دولار، إلا أنها وصلت في عام 1977 إلى (14.79) مليون دولار.علاقات ثنائية نموذجيةوتعتبر المملكة أول دولة عربية تتبادل الاعتراف الدبلوماسي مع الصين وذلك في عام 1939 عندما أعلنت المملكة رسمياً إقامة علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين ، وبعد بدء حركة التطور في العلاقات في العام 1990 بدأ حجم التبادل التجاري يزداد عبر السنوات الى أن حصل الانعطاف الكبير في العام 2006 حيث شهدت العلاقات السعودية الصينية تطورا سريعا فى ذاك العام ، فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والصحية، وتجلى انتعاش هذه العلاقات فى تبادل الزيارات بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الصينى هو جين تاو فى النصف الأول من ذلك العام، مما أعطى دفعة قوية للعلاقة الثنائية بين البلدين. وجاء التطور السريع فى العلاقات بفضل الجهود التى تبذلها القيادات من كلا البلدين، حيث قام الملك عبدالله بن عبدالعزيز بزيارة للصين في يناير 2006 وهي أول زيارة يقوم بها ملك سعودي إلى الصين منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العام 1990، كما تعد الأولى للملك عبد الله بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد، ما يدل على الاهتمام السعودي بالعلاقات الثنائية بين المملكة والصين. وقد عقد الملك عبد الله خـلال زيارته لبكين محادثات مع كل من الرئيس الصيني هو جين تاو ورئيس البرلمان الصيني وو بانغ قوه ورئيس مجلس الدولة ون جيا باو، كما حضر عبد الله وهو حفل توقيع وثائق التعاون الثنائي في العديد من المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والطاقة والصحة والتعليم. كما جاءت زيارة الرئيس الصيني هو جين تاو إلى المملكة بعد ثلاثة أشهر من زيارة خادم الحرمين الشريفين للصين، تلبية لدعوة الملك عبد الله، فيما يعد تبادل الزيارات هذا هو الاول من نوعه على مستوى العلاقات الدولية بين البلدين. وتمخضت زيارات الزعيمين المتبادلة عن تكثيف كافة التبادلات الحكومية والشعبية بين البلدين يوما بعد يوم خاصة في مجال التجارة، حيث زادت تأشيرات الدخول الصادرة من قبل الشركات الصينية للسعودية إلى أربعة أضعاف خلال هذا العام، بالإضافة إلى إقامة معرضين للمنتجات الصينية في الرياض وجدة بمشاركة المئات من الشركات الصينية. مصالح متبادلةعلى الصعيد الاقتصادي، تعد المملكة أكبر شريك تجاري للصين في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، حيث من المتوقع أن يصل التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الجاري إلى20 مليار دولار أمريكي. وأفادت الاحصاءات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية بأن حجم التجارة الصينية - السعودية في عام 2006 قد بلغ 2. 7 مليار دولار بزيادة قدرها 43 فى المائة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، حيث وصل حجم الصادرات الصينية للسعودية إلى 480 مليون دولار بزيادة 21 فى المائة، بينما حقق حجم الصادرات السعودية إلى الصين ما قيمته 2.21 مليار دولار بزيادة نسبتها 49 فى المائة. وبلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة وجمهورية الصين في عام 2008م 41 ملياراً و790 مليون دولار، وتولي الصين اهتماماً كبيراً بتطوير علاقات الصداقة والتعاون مع المملكة وترغب في بذل جهود مشتركة في سبيل تحقيق المزيد من الانجازات وتوسيع التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة بالإضافة إلى المجالات الثقافية والتعليمية والصحية. التعاون الاستثماريوتوجد مشاريع استثمارية مشتركة بلغ إجمالي استثماراتها 1799 مليون ريال (حوالي 479.8 مليون دولار أمريكي) صناعية وغير صناعية، حيث توجد 7 مشروعات صناعية و29 مشروعا غير صناعي. وبالنسبة الى التعاون في مجال الاستثمارات، فإن الاستثمارات المشتركة والتعاون في مجال المقاولات بين الشركات الصينية والسعودية تتوسع، حيث دخل مشروع مصفاة تكرير البترول التى تم انشاؤها فى مقاطعة فوجيان الصينية مرحلة الانتاج، فيما تجرى الشركات الصينية فى السعودية مشاريع الأسمنت والاتصالات والبنية التحتية التى تبلغ قيمتها عدة مليارات دولار أمريكى. وقد بلغت علاقات السعودية والصين مرحلة غير مسبوقة من التطور والازدهار، حيث بلغت الاستثمارات في عام 2007 قرابة 26 مليار دولار أمريكي، وقد شرع مجلس الغرف السعودي في إعداد خطة عمل طموحة سوف يبدأ تنفيذها مع مطلع العام الجاري ، ويعمل رجال الأعمال السعوديون على عقد الندوات والملتقيات وتبادل الزيارات والمشاركة في المعارض وإعداد الدراسات التي تتناول جوانب مختلفة في العلاقات بين البلدين. ومع استعراض هذا التعاون، يمكن القول بوجود إمكانية كبيرة للتبادل الاقتصادي بين البلدين، كما توجد آفاق رحبة للتعاون في العديد من المجالات من بينها التجارة والطاقة والمقاولات والاستثمار المتبادل. مواقف سياسية مشتركةعلى الصعيد السياسي تتبادل المملكة والصين الاحترام بينهما كما أن لديهما آراء متطابقة في كثير من القضايا الدولية المهمة على الرغم من اختلاف النظام السياسي وتولي الصين حزباً وحكومة بالغ اهتمامها لتطوير علاقات الصداقة والتعاون بينها وبين المملكة خاصة أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قام بزيارة الى الصين في يناير 2006 وبعد ذلك زار رئيس جمهورية الصين «هو جينتاو» المملكة في شهر ابريل من نفس العام حيث دخلت العلاقات بين البلدين مرحلة تاريخية جديدة ويمكن القول إن العلاقات الثنائية بين المملكة والصين تعيش أفضل مراحلها. وتتواصل المباحثات بين البلدين بشأن أبرز القضايا السياسية على الصعيدين الاقليمي والدولي لاسيما الوضع في العراق وإيران والأراضي الفلسطينية إلى جانب الحرب العالمية ضد (الارهاب).الصادرات السعودية إلى الصينتطورت عمليات التصدير السعودية الى الصين مواكبة للانفتاح الاقتصادي بين البلدين ويؤكد تقرير اقتصادي اصدرته مصلحة الاحصاءات العامة والمعلومات بالسعودية مؤخرا ارتفاع قيمة الصادرات السعودية إلى الصين خلال العام الماضي 2006 إلى مبلغ 49.55 مليار ريال (الدولار يساوي 3.75 ريال ) بزيادة قدرها 6 بالمائة عن عام 2005.وقال التقرير إن العام الماضي شهد ارتفاعا في قيمة الصادرات السعودية للصين لتحتل المرتبة الرابعة في إجمالي صادرات السعودية بعد اليابان وأمريكا وكوريا الجنوبية بالترتيب على التوالي.وذكر التقرير أن إجمالي قيمة صادرات السعودية لجميع دول العالم بلغ خلال العام الماضي 2006 مبلغ 791.33 مليار ريال بزيادة مقدارها 115 مليارا بنسبة قدرها 17 في المائة عن عام 2005 الذي كان إجمالي الصادرات فيه 677.15 مليار ريال. وعزا التقرير هذا الارتفاع في قيمة الصادرات إلى ارتفاع أسعار البترول العالمية الذي كان له أثر مباشر وكبير على قيمة الصادرات حيث تعد السعودية اكبر منتج ومصدر للبترول في العالم.الصادرات الصينية للسعوديةوبالنسبة الى الصين فقد احتلت المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية في قائمة الدول المصدرة للسعودية خلال عام 2007.وقال التقرير الصادر عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات إن أهم الدول التي استوردت منها السعودية خلال أكتوبر 2007 هي الولايات المتحدة الأمريكية بمبلغ 3.44 مليار ريال (الدولار الامريكى يساوى 3.75 ريال) تليها الصين في المرتبة الثانية بمبلغ إجمالي 2.73 مليار ريال ثم ألمانيا بمبلغ 2.13 مليار ريال ثم بقية دول العالم بقيمة 17 مليار ريال (الدولار يساوي 3.75 ريال). وأوضح التقرير أن أهم السلع التي استوردتها السعودية خلال أكتوبر 2007 هي الآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية بقيمة بلغت 7.6 مليار ريال ومعادن عادية ومصنوعاتها بقيمة 4.8 مليار ريال ومعدات النقل بقيمة 3.7 مليار ريال ومواد غذائية بقيمة 3.1 مليار ريال وبقية السلع بقيمة بلغت 60 مليار ريال. وقال التقرير إن قيمة صادرات السعودية غير البترولية لدول العالم بلغت خلال شهر أكتوبر الماضي 8.6 مليار ريال مقابل 6.7 مليار ريال خلال الشهر نفسه من العام الماضي 2006 بارتفاع قدره 1.8 مليار ريال تمثل نسبة قدرها 27 بالمائة. وأضاف إن أهم السلع التي صدرتها السعودية خلال تلك الفترة كانت البتروكيماويات بقيمة بلغت 2.5 مليار ريال ثم البلاستيك بقيمة بلغت 1. 9 مليار ريال تليها معادن عادية ومصنوعاتها بقيمة بلغت 775 مليون ريال وسلع معاد تصديرها بقيمة بلغت 775 مليون ريال وبقية السلع بقيمة بلغت 1.7 مليار ريال . وأفاد التقرير أن الصين احتلت المرتبة الثالثة في قائمة أهم الدول التي صدرت لها السعودية حيث احتلت الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى بقيمة بلغت 1.3 مليار ريال والبحرين بقيمة بلغت 576 مليون ريال والصين بقيمة بلغت 494 مليون ريال ثم بقية الدول بقيمة بلغت 61 مليار ريال. وبحسب التقرير فقد احتلت الصين المرتبة الثالثة في قائمة أكثر الدول استقبالا لصادرات المملكة غير البترولية ، إذ استقبلت الصين صادرات سعودية بمبلغ 410 ملايين ريال (110 ملايين دولار) بعد دولة الإمارات التي احتلت المرتبة الأولى بمبلغ قدره 1.24 مليار ريال (330 مليون دولار) ثم دولة الكويت بمبلغ 428 مليون ريال (114 مليون دولار).