@malarab1د.محمد العرب

- مع انطلاق موسم الرياض حرصت على التواجد رفقة زوجتي في اغلب تفاصيله، اعتقد انه في غمرة صخب الحياة اليومية، يظل الترفيه نافذة توجهنا نحو عالمٍ ملؤه السعادة والبهجة والاسترخاء، إنها اللحظة التي نستريح فيها من أعباء العمل والمسؤوليات، ونعيد تجديد نشاطنا ونعيش تجربة التغذية البصرية المختلفة والتذوق السمعي المغاير، حيث نغمر أنفسنا بمشاعر الانبهار المرافقة لموسم الرياض الموسم الترفيهي الاكبر في الشرق الاوسط، وانا في ما تبقى عن سطور هذا المقال لن اتحدث بلغة الارقام، لكنني اود تسجيل اعجابي وانبهاري وفخري بفلسفة تطور صناعة الترفيه في المملكة.

- شاهدت المئات من الشباب السعودي الذين يعملون بكل حب وتفاني كمنظمين، شاهدتهم في كل زوايا الموسم، في كل الاجنحة، في كل الفعاليات، في كل المواقع، ابتسامة مرحبة ورغبة صادقة في المساعدة، الشباب السعودي اصبحوا على مستوى عالمي من حيث القدرة على التنظيم وتنظيم الحشود وايجاد الحلول الميدانية وعكس الروح السعودية المضيافة والمرحبة بالزوار، كما ان قدرت الشباب المنظم على استيعاب كل الثقافات من مواطنين ومقيمين وزوار من خارج المملكة يعكس حرص القائمين على الموسم لتأهيلهم بشكل يتناسب مع اهمية الحدث وحجمه، يعكس الترفيه جانبًا أساسيًا من إنسانيتنا، إنه الوقت الذي نتحرر فيه من قيودنا ونستعيد هويتنا الحقيقية فالترفيه يعزز إبداعنا وينمي شغفنا، ويساهم في تنمية مهاراتنا الاجتماعية والعاطفية إنه وقت التواصل والتعبير، حيث نشعر بأننا جزءٌ من شيء أكبر من أنفسنا.

- لقد أدرك الفلاسفة منذ القدم قيمة الترفيه في حياة الإنسان فقد رأوا فيه وسيلةً لتحقيق التوازن والانسجام بين الجسد والعقل، وإشباع الروح والشغف، يعتبر الترفيه مصدرًا للإلهام والتحفيز، حيث يمكننا توسيع آفاقنا واكتشاف أشياء جديدة ومثيرة، وفي عمق صناعة الترفيه تبرز مهارة اكثر عمقا وتأثيرا وهي صناعة الفرجة، هي مصطلح يُستخدم لوصف العملية التي تهدف إلى إنتاج وتوفير تجارب ترفيهية ويشمل ذلك مجموعة واسعة من الأنشطة التي تهدف إلى إشباع رغبة الناس في الترفيه والاستمتاع، وتعد صناعة الفرجة قطاعًا هامًا في الاقتصاد، ويعمل المبدعون والمنتجون والفنانون والفرق الرياضية والشركات الترفيهية على تطوير محتوى مبتكر ومثير للاهتمام لجذب الجماهير وتلبية احتياجاتها.

- وتشهد صناعة الفرجة في المملكة تقدمًا مستمرًا بفضل وجود استراتيجية والاهتمام والدعم الحكومي ووجود اشخاص على قدر من الاحتراف والشغف يعملون بشكل تكاملي في تحقيق رؤية المملكة في هذا القطاع ، كما ان وجود شخصية غير تقليدية وغير روتينية وميدانية على رأس هذا القطاع تنفيذيا وتخطيطيا مثل المستشار تركي آل الشيخ ساهم في اضفاء الكثير الى هذا القطاع المتنامي بشكل سريع، المستشار الذي يهتم بتفاصيل التفاصيل يبعث مع فريقه رسائل معبرة الى العالم، ان قطاع الترفيه السعودي اصبح يشكل منافسا عالميا صعبا في قطاع تقدر قيمته العالمية بمئات المليارات من الدولارات سنويًا، وفقًا لتقارير ومؤشرات السوق العالمي وتشهد صناعة الترفيه نموًا مستدامًا على مستوى العالم ويعزى النمو المستمر في هذا القطاع إلى عدة عوامل، بما في ذلك توسع قاعدة الجماهير، والتطور التكنولوجي، وزيادة الإنفاق على الترفيه والترفيه الرقمي، وتزايد الطلب على المحتوى الترفيهي ومن المتوقع أن تستمر قيمة قطاع الترفيه العالمي في الزيادة في السنوات القادمة.