يُعد بليغ حمدي واحدًا من أهم الملحنين المصريين، وهو من مواليد شبرا بالقاهرة عام 1931، كان والده يعمل أستاذاً للفيزياء في جامعة فؤاد الأول وهو عالم في مجال الطبيعة وحائز على جائزة الدولة في مجاله.
عشق بليغ الموسيقى والعزف على العود منذ الصغر، وطلب من والده عود وهو لا يزال في الثامنة من عمره، حاول الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقي لكنه لم يستطع لصغر سنه حينئذ، درس الموسيقى في مدرسة عبدالحفيظ إمام للموسيقى الشرقية، كما التحق بكلية الحقوق التي كانت عامرة باﻷنشطة الفنية.
بدأ حياته الفنية كمغني سجل 4 أغاني بالاذاعة المصرية، لكنه كان يفكر في التلحين وبالفعل لحن أغنيتين لفايدة كامل ليه لأ، ليه فاتني ليه تبعتها أغنية ما تحبنيش بالشكل ده لفايزة أحمد.
علاقته بمحمد فوزي
توطدت علاقته بالفنان والموسيقار الكبير محمد فوزي، الذي أعطاه فرصة التلحين لكبار المطربين والمطربات من خلال شركة (مصر فون) التي كان يملكها، وفي عام 1957 قدم أول ألحانه لعبد الحليم حافظ (تخونوه).
قام الفنان محمد فوزي بتقديم بليغ حمدي لأم كلثوم، في الوقت الذي فقد كانت تريد أن تتحرر قليلًا من اللون السنباطي، وفي إحدى الأمسيات اصطحبه الموسيقار محمد فوزي إلى أمسية في بيت الدكتور زكي سويدان، أحد أمهر الأطباء في ذلك الوقت، وكانت أم كلثوم على رأس المدعوين، وقام محمد فوزي بتعريف بليغ حمدي لأم كلثوم، وأكد لها أنه ملحن رائع، ثم طلب منه أن يغني لها من ألحانه، فغنى حب آيه، ثم فوجئ بأم كلثوم تجلس على الأرض إلى جواره وسط ذهول الجميع، وطلبت منه أن يزورها في اليوم التالي، وعندما ذهب إليها طلبت أن تسمع الأغنية كاملة، ليشاء القدر وتغني أم كلثوم أغنية حب إيه في ديسمبر 1960 وتحقق نجاحًا ساحقًا.
تعاون بعد ذلك مع أشهر المطربين المصريين والعرب منهم أم كلثوم، وردة، فايزة أحمد، شادية، نجاة، صباح، ميادة الحناوى، عزيزة جلال، على الحجار، هاني شاكر، محمد رشدي، سميرة سعيد ولطيفة.
ألحان متنوعة
تنوعت إبداعات بليغ حمدي اللحنية ما بين الشعبية الرومانسية والوطنية الحماسية، لكن الإسهام الأساسي الذي قدمه بليغ في الموسيقى هو إيصال الموسيقى والإيقاعات الشعبية المصرية بطريقة تتناسب مع أصوات المغنين الكبار أمثال أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وردة وشادية، وغيرهم، كما اشتهر بليغ بسهولة وبساطة ألحانه، الأمر الذي يجعل أي متذوق للموسيقى قادر على التفرقة بين موسيقاه وأي موسيقى أخرى يستمع إليها.
قام بليغ بتلحين جميع الألوان الغنائية من رومانسية أو شعبية أو وطنية أو القصائد أو حتى ابتهالات دينية مثل مجموعة ألحانه للشيخ سيد النقشبندي وأشهرها مولاي، وحتى أغاني الأطفال مثل أغنية أنا عندي بغبغان وأغاني أخرى في مسلسل أوراق الورد للفنانة وردة.
أشهر أعماله
من أبرز الأفلام التي لحن موسيقاها (شوارع من نار، العمر لحظة، مسافر بلا طريق، شيء من الخوف، آه يا ليل يا زمن)، كما ألف الموسيقى لمسلسلات (ليلة القبض على فاطمة، بوابة الحلواني، محمد رسول الله).
وتوفي بيلغ حمدي في باريس بعد صراع مع مرض الكبد في عام 1993، عن عمر 62 سنه تاركاً ثروة فنية من الألحان المتنوعة.