د. شلاش الضبعان يكتب:

- ما مدى عنايتنا بصغارنا؟ هل نعتني بهم ونبحث لهم عن المحاضن والتطبيقات التربوية المناسبة؟ أم أننا ألقينا بهم في أحضان الأسوأ ؟!

- عندما نقرأ سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم نجد أمراً كان من عادة العرب، ويدل على العناية والاهتمام بالطفل من النشأة.

- فقد كانت العرب تلتمس المراضع لمواليدهم في البوادي، إبعاداً لهم عن أمراض الحواضر حتى تشتد أعصابهم، وليتقنوا اللسان العربي في مهدهم، ولذلك أرسلت آمنة طفلها الصغير اليتيم مع حليمة السعدية التي جاءت مع رفيقاتها إلى مكة يطلبن الرضعاء، وقد أبين في البداية أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليتمه ولكن حليمة حظيت به، فكانت بركاته صلى الله عليه وآله وسلم عليها وعلى أهل بيتها أكثر من أن تعد وتحصى.

- ومن ذلك أن حليمة جاءت إلى مكة في إيام جدب وقحط، وكانت دابتها لا تستطيع المشي من الضعف، ولها ولد لا ينام من الجوع، فلما جاءت حليمة بالنبي ﷺ إلى رحلها، ووضعته في حجرها أقبلت عليه بما شاء من لبن، فشرب حتى روى، وشرب معه ابنها الصغير حتى روى، ثم ناما، وقام زوجها إلى ناقة معهما فوجدها حافلاً باللبن، فحلب منها ما انتهيا بشربه رياً وشبعاً، ثم باتا بخير ليلة، ولما خرجا راجعين إلى بادية بني سعد سبقت حليمة الجميع على الدابة التي كانت هزيلة، ولما قدمت إلى ديارها وكانت أجدب أرض الله، كانت غنمها تروح عليهما شباعاً، فكانت عائلتها تحلب وتشرب، وما يحلب إنسان قطرة لبن، وكانت حليمة تأتي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمه وأسرته كل ستة أشهر ليروه ويعرفوا التقدم، فلما مضت سنتا الرضاعة وفطمته، جاءت به إلى أمه وهي حريصة على بقائه عندها لِما رأت من البركة والخير، فطلبت من أمه أن تتركه عندها حتى يغلظ، فإنها تخاف عليه وباء مكة، فرضيت أمه بذلك، ورجعت به حليمة إلى بيتها مستبشرة مسرورة، وبقي النبي ﷺ عندها بعد ذلك نحو سنتين.

- هذا الأمر يغيب اليوم، والأبناء «خصوصاً أبناء الموظفات»، بين العاملات الأجنبيات أوما تبثه الشاشة مما هب ودب، وبالتالي كيف سيخرج الطفل لساناً وأخلاقاً؟!

- نحتاج أن نعوض أبناءنا، ونبحث لهم عن التطبيقات المناسبة، والروضة المناسبة ومن ثمّ المدرسة المناسبة، وبجانب ذلك لا نبتعد عن عائلاتنا أبداً فهم سندنا في كل شيء ومن ذلك التربية .