عبدالله الغنام

@abdullaghannam

- ما زال العالم الغربي يتعامل بازدواجية المعايير والقيم والمبادئ مع محرقة (غزة) حيث لم تحدث في تاريخ البشرية أن يكون القتل والدمار والعنف والوحشية على بث مباشر يشاهده العالم أجمع!

- إن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم كشفت (ما يحاول الإعلام الغربي الرسمي إخفاءه) من مجازر بشعة ووحشية في قطاع غزة حيث القتل والقصف عشوائي وبدون هدف عسكري محدد وواضح، لأن المهم هو سقوط أكبر عدد من الضحايا (أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ)، والمراد منه سحق المعنويات تماما، وكأن المحتل يتعامل مع (حيوانات وليس بشر كما صرح بعض مسؤوليهم، وبعضهم الآخر يلوح باستخدام السلاح النووي!!).

- ومن مفارقات الدول الغربية أن ما حدث في غزة لو أنه حدث لمجموعة من حيوانات (لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها). يؤكد على ما أقول أنه قبل عدة سنوات خلت، كان هناك موت جماعي بالمئات لحيتان البحر في أحد الشواطئ، فإذا بالإعلام كله يقوم ولا يقعد، ويتحدث عن القضية وكأنها مساءة بشرية، وينقل الحدث بالصوت والصورة، والدموع تنهمر من البعض، والحسرة والألم على وجوه آخرين حيث مشهد الموت والدماء للحيتان ينتشر على طول الشاطئ.

- والأعجب والأدهى، أنه لعقود والغرب يضغط سياسيا على العالم العربي بكلمات منمقة مثل: (الإنسانية ) و(الحرية) و (الديمقراطية) وكل هذه المفاهيم سقطت جميعها فجأة ولتظهر الحقيقة الناصعة أن القيم والمبادئ الإنسانية يختلف تطبيقها من إنسان إلى آخر (أي ازدواجية المعايير)! حيث أنها تلاشت وتتبخر من أجل مصالح ورؤى وأفكار دولة محتلة، ويؤكد ذلك ما يحدث حاليا في محرقة غزة، لقد صارت القضية أكبر من مجرد حرب أو سجن، وأبعد من مسألة حفظ أمن واستقرار، إن المسألة أصبحت إبادة بالمعنى الحقيقي.

- معظمنا شاهد ما حدث مؤخرا في (مخيم جباليا) من قتل وطحن للأبرياء بوحشية. والمملكة قد أكدت موقفها الواضح والصريح في بيان لها حيث قالت: «تدين المملكة العربية السعودية بأشد العبارات الاستهداف اللإنساني من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جباليا في قطاع غزة المحاصر، والذي تسبب في وفاة وإصابة عدداً كبيراً من المدنيين الأبرياء. وتعبّر المملكة عن شجبها ورفضها التام لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من استهداف متكرر لمواقع مكتظة بالمدنيين، ومواصلتها انتهاك القوانين الدولية، والقانون الدولي الإنساني، وذلك في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن الضغط على حكومة الاحتلال للقبول بالوقف الفوري لإطلاق النار، والهدنة الإنسانية وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر يوم الجمعة الماضية بتاريخ (27 أكتوبر 2023م) والذي جاء بإجماع دولي واسع».

- السؤال : كم يحتاج الاحتلال والمجتمع الغربي والدولي من عدد للضحايا (وأغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن) حتى يتم تنفيذ الوقف الفوري لإطلاق النار؟! لقد استطاع الغرب في عدة حروب خلال القرن الحالي والسابق أن يتخذ قرارًا فورياً لإطلاق النار وتم تطبيقه مباشرة، ولكن التقاعس الغربي واضح في أنه لا يريد وضع حد لهذ المحرقة والمأساة الإنسانية!

- الحقيقة أن ازدواجية المعايير والمقاييس من قبل الغرب من حرب إلى أخرى لن يخدم مصالحهم على المدى الطويل، ولن تكون هناك أي مصداقية بعد ذلك لكل تلك المفاهيم والقيم الغربية والإنسانية التي كانت ولا زالت ترددها بعد هذه المجازر الوحشية، والواقع المؤسف أن المعايير والقيم والمبادئ الإنسانية صارت تتغير وتتأثر باختلاف بشرة وعرق الإنسان ولغته؟!

- ختاماً: عُذرا فإني لا أملك إلا قلمي، وقلمي ينزف حبراً، وأنتم تزفون دماً، فشتان ما بينهما!