شهد بالحداد - الرياض

لطالما لاقت الأفلام المقتبسة من الأدب والروايات نجاحًا باهرًا حول العالم، إلا أن الأفلام السعودية بالرغم من حداثتها وحاجتها للنصوص القوية، لا تزال لم تستعن بالأدب والرواية السعودية التي كانت ولا تزال تلقى نجاحًا واسعًا محليًا وعالميًا، وضمن برامج مؤتمر النقد السينمائي الذي أقيم في الرياض، التقت اليوم بالناقد والمترجم د. سعد البازعي للحديث حول ذلك.

أسباب غياب الرواية السعودية عن السينما

وقال البازعي: الرواية السعودية حتى الآن بعيدة عن السينما ولم توظف، وتعد المشكلة الأساسية في السيناريو ووجود كتاب سيناريو قادرين على تحويل هذه النصوص الروائية إلى أفلام؛ لذلك يتم اختيار الطريق الأسهل يأن يتم تأليف قصة وتحويلها لسيناريو، وفي حقيقة الأمر هم معذورون من ناحية أن بعض الروايات يصعب تحويلها، ولكن بالتأكيد هناك روايات يسهل تحويلها، وخاصة في الأفلام القصيرة، فهناك عدد هائل من القصص القصيرة التي بالإمكان تحويلها لأفلام.

وحول الأسباب يرى البازعي أنها تعود لصعوبة تحويل الأعمال الروائية لسينمائية، وثانيًا أن بعض الروايات يعصب إنتاجها سينمائيًا من الممكن أن يكون موضوعها واسعًا ومتباعد أو قصتها تعتمد على عناصر صعب تطويرها، أو قد يكون الكسل، والبحث عن عنصر الجذب كون السينما تحتاج لشد المشاهد.

السينما السعودية لديها فرصة هائلة للاستفادة من المنجز السردي - اليوم

الاستفادة من المنجز السردي

وأكد البازعي أن السينما السعودية لديها فرصة هائلة للاستفادة من المنجز السردي الضخم، وانتقاء منه ما يصلح ليتحول إلى أفلام، معتبرًا هذه ميزة كون صانع الأفلام يبحث عن القصص والقصص متواجدة، وأعطى مثالا على ذلك أن المصريين وظفوا روايات نجيب محفوظ ويوسف إدريس وإحسان عبد القدوس وغيرهم، ومعظم السينما المصرية تعتمد على الروايات المصرية.

حراك نقدي سينمائى

وحول حركة النقد السينمائي في المملكة، يرى البازعي أنها متواضعة، ويقول: هناك نقاد ومختصين وهناك جهد، ولكن لا تزال في بداياتها، لا نستطيع الآن أن نتحدث عن حراك نقدي سينمائي كونه لا يزال في بداياته، واعتقد أن مؤتمر النقد السينمائى يستطيع أن يحرك هذا المشهد ويشجع النقاد، وينبه الناس إلى أهمية النقد السينمائي، وهذه هي الطريقة الصحيحة لتحريك أي جانب عبر خلق فعاليات وجلب المتخصصين.

مشدداً على أنه طالما لا يوجد معاهد سينمائية ولا أقسام في الجامعات تدرس الفيلم، فمن الصعب تصور أن يتطور لدينا نقد سينمائي يعتد به.

تجاوز الوهم بين الرواية والسينما

وكان البازعي قد قدم ندوة تحمل عنوان تجاوز الوهم بين الرواية والسينما: قراءة الاختلاف الثقافي ضمن برنامج اليوم السادس من مؤتمر النقد السينمائي بالرياض، تناول فيها تشابه المواضيع ما بين الرواية والفيلم السعودي، ومفهوم الميتافكشن وهو ظاهرة تجاوز حاجز الوهم والخلط بين الواقع والوهم، مستعرضًا أعمالاً روائية وسينمائية عربية وغربية، للاستدلال على اختلاف الغرب عن العرب في السبب الذي يدفعهم إلى تبني هذا الأسلوب في الكتابة، مشيرا أن الكاتب العربي غالبا ما يستخدم هذا الأسلوب ليحمي نفسه.