هناء مكي

@hana_maki00

- هناك مشكلة في المحافل الاقتصادية للاقبال على الاستثمار في الاصول والتقنيات الرقمية، كبار المستثمريين التقليديين العالميين يرفضون المقامرة بالاستثمار فيه، من جهه فإنهم لا يفهمونه وليس من عادتهم المخاطرة بهذا الحجم رغم تعودهم على المغامرة، ومن جهة اخرى يشككون في نتائج الكسب السريع الذي توفره هذه الصناعة، وهذا القطاع هش ويمكن بكل سهولة قرصنته، وليس له سوق حقيقية، ولا يلتزم بتشريع واحكام متبعة، والى الآن لا تدعمه الحكومات لان مخاطره عالية، بل لا يمكن معرفة اللاعبين فيه بكل يقين ويمكن لأي متمكن في الرقميات والبرمجيات المقامرة والاستثمار فيه بسهولة وسرية، انه عالم ضبابي على كل حال، يصعب على الاجيال السابقة الخوض في غماره.

- هذا الامر ينعكس على من يموله ويحاول الانفتاح معه، ليعزز واقع «رأس المال الجبان» فماذا يمكن أن يفعل مناصري النظام الاقتصادي الرقمي الجديد لغزو العالم بعد أن اطيح بهذه الصناعة قبل بلوغ السن القانوني، واطيح بكل لاعبيه الاقوياء وقواعده اللوجستية والمالية وبالتالي سمعته والثقة به، فهل يعود وتعود الثقة معه؟.

- هذه الثورة الخامسة التي نعيشها بدون «ارهاصات» ولا مقدمات ولم يتم الاتفاق عليها حتى، وهي تتبنى فكرة دمج البشر مع الآلات، وهو ما يحصل اليوم، وجدنا انفسنا ننتقل اليها بلا مقدمات، وبشكل ضبابي، وهذه الضبابية ذاتها تفسر ما جرى للاقتصاد الرقمي وماليته، ليخرج الاقتصاديين والمصرفيين في العالم بكل جرأة ليثبتوا وجهة نظرهم «الراديكالية» في مسيرة هذا النظام، بأنه غير صالح للنهوض، على الاقل في الوقت الحالي (النصف الاسثماري وليس الخدمي).

- ونحن نستعد لتوديع عام 2023 واستقبال العام الجديد، نكون قد قضينا أكثر من عشرين عاًم من الالفية الثالثة، كانت كفيلة بتغيير الاجيال ووسائل اتصالهم، وتغيير صفاتهم الفردية بما يتوفر لهم من محيط حياة وسهولة الاتصال بالعالم الخارجي، ولعل ابرز ما يمكن ان نراه اليوم من من حقائق وتطورات في صناعات كانت مغلقة بعض الشيء كان القطاع الطبي، اوفرها حظأ في الدخول على خط الاستثمارات والنهوض به كصناعة ربحية، فبعد الجائحة استطاعت صناعة الادوية ان تلفت انتباه المسثمرين، وكذلك تطور عمليات التجميل، والمكملات الغذائية، باتت هذه الصناعة التقليدية اكثر الصناعات تطوراً بسبب ازدياد الاستثمار فيها وبالمقابل ريعها الكبير ونموها السريع .

- مجال التعليم نال قسطاً وفيراً من هذا الجانب ايضا، وباتت المدارس الخاصة من احدث المشاريع التي يتلقفها المسثمرين الجدد، وإن كان هذا الامر قد سبب لغطاً كبيراً لدى التربويين الاوائل وذلك لمحدودية التعليم ومنهجيته وغاياته الربحية، ولكن اثبت جيل الالفية الثالث في وقائع عديدة انه اكثر جيل غير تقليدي ويمكن ان يقرأ ليفهم ويدرك ويغير عالمه، وحتى في زمن تبلغ فيه الشهادة قيمة عالية في سوق العمل .

- دراسة امريكية حديثة، اثبتت أن»الشباب اليوم هم أفضل تعليماً بكثير من أجدادهم، حيث ارتفعت نسبة الشباب الحاصلين على درجة البكالوريوس أو أعلى بشكل مطرد منذ عام 1968 حوالي 39% لديهم درجة البكالوريوس أو أعلى، مقارنة بـ 15% فقط من الجيل الصامت (جيل العشرينات الى الاربعينات)، وحوالي ثلاثة من كل عشرة جيل بنسبة(29%) (لجيل X) (من منتصف الستينات الى منتصف الثمانينات)، وما يقرب من ربع جيل جيل الالفية (جيل من 85 - 99) عندما كانوا في نفس العمر».

انه نظام تنافسي بين الاجيال، ولنا تكملة.