د. أحمد الكويتي

‫ - هيئةُ تقويمِ التعليمِ والتدريبِ تطلقُ المرحلةَ الثانيةَ من «برنامجٍ جاهزيةٍ» وهوَ إحدى المبادراتِ الوطنيةِ، التي تهدفُ إلى تحقيقِ أهمِّ الأهدافِ الاستراتيجيةِ المتعلقةِ برؤيةِ المملكةِ 2030، يتمُّ من خلالِهِ رفعُ كفاءةٍ وجاهزيةٍ واستعدادُ الخريجينَ لممارسةِ تخصصاتِهم وهم من الجامعاتِ والكلياتِ الحكوميةِ والخاصةِ المختلفةِ.

- والمعنيونَ هنا هم طلابُ السنةِ الأخيرةِ في مرحلةِ البكالوريوس في 24 تخصصاً تقنياً ومالياً وهندسياً، وسوفَ تتلوها المرحلةُ الثالثةُ في 16 تخصصاً، وسبقتْها 13 تخصصاً في مرحلتِها الأولى، لتجرى اختباراتٌ معياريةٌ تخصصيةً كمؤشرٍ فريدٍ من نوعِهِ كونُهُ يطبقُ لأولِ مرةٍ في تاريخِ التعليمِ الجامعيِّ السعوديِّ، وفي لائحتِها استهدافُ عيناتٍ من الخريجينَ كلُّ ثلاثِ سنواتٍ. المتميزُ هنا إشراكُ أكثرَ من ٤٠ قطاعاً حكومياً وخاصاً في تنفيذِ هذا البرنامجِ لإعطاءِ مرئياتِهم ومناقشةِ احتياجاتِهم ونقلِ خبراتِهمْ، وهمْ يمثلونَ شرائحَ سوقِ العملِ وموفري الوظائفِ، معَ التثمينِ الكاملِ للتجاربِ الدوليةِ المتميزةِ لغرضِ الاستفادةِ منها.

- فالمنهجيةُ التي اتبعت لبناءِ هذهِ المعاييرِ هيَ العملُ على قياسِ الحدِّ الأدنى من مستوى جودةِ العملياتِ والمخرجاتِ من معارفِ ومهاراتِ وقيمِ هؤلاءِ الخريجينَ في التخصصاتِ المختلفةِ، وذلكَ من خلالِ تقييمِ مستوى تحصيلِهم لنواتـجِ التعلمِ المطلوبةِ في تخصصاتِهمْ. ومعرفةِ مدى جاهزيتِهمْ بشكلٍ تامٍّ وشاملٍ للانخراطِ في سوقِ العملِ.

نحنُ بحاجةٍ إلى توسيعِ قاعدةِ هذا البرنامجِ والتسريعِ في مراحلِهِ واستهدافِ عيناتٍ أكثرَ سنوياً، لتشملَ التخصصاتِ جميعَهنَّ، وليست فقط المركزَ عليها على شكلِ مراحلَ وهيَ الهندسيةُ والتقنيةُ والماليةُ وضمُّ التخصصاتِ الصحيةِ لها لتصبحَ قياسَ هذهِ المعياريةِ تحتَ مظلةٍ واحدةٍ وهيَ هيئةُ التقويمِ والتعليمِ والتدريبِ، والعملِ الحثيثِ على تزويدِ المؤسساتِ الأكاديميةِ بتغذيةٍ راجعةٍ وتقاريرَ تفصيليةٍ توضحُ نقاطَ القوةِ ونقاطِ الضعفِ وفرصِ التحسـينِ لديْها وحثُّهمْ لتطويرِ خططِ تحسينٍ، وآلياتٍ محددةٍ للمتابعةِ، ومددٌ زمنيةٌ قابلةٌ للتنفيذِ، معَ ربطِ ذلكَ بمعاييرِ الجودةِ والاعتمادِ الأكاديميةِ وبمؤشراتِ مقاسِهِ، معَ توفيرِ المقارناتِ المرجعيةِ بينَهم وبينَ التخصصاتِ في البرامجِ الأخرى.

- على إثرِ ذلكَ ترتبُ الجامعاتُ حسبَ الأفضلِ أداً، وذلكَ لغرضِ المنافسةِ بينَ الجامعاتِ واستحقاقِهمْ لتفاخرٍ في سمعةِ خريجيها، معَ منحٍ مساحةٍ كافيةٍ لهمْ للمساهمةِ والإبداعِ والتطويرِ والابتكارِ فـــي محتوياتِ برامجِهمْ وتمايزِ خريجيهمْ.

- خلاصةُ القولِ رفعُ جاهزيةِ أبنائِنا الخريجينَ للانضمامِ إلى سوقِ العملِ ضرورةً وهامةً لردمِ الفجوةِ بينَ مخرجاتِ التعليمِ ومتطلباتِ السوقِ، ولنْ يتأتَّ إلى بتعزيزِ المواءمةِ بينَ هذهِ النواتجِ وقياسِها ومتابعتِها باستمرارٍ، وأنَّ هذا البرنامجَ سوفَ يغيرُ فعلاً خريطةَ التعليمِ والتعلمِ الجامعيِّ وجودةَ مخرجاتِها ومستهدفاتِهِ، ومما لا شكَّ فيهِ سوفَ يسهمُ في تقليلِ نسبِ البطالةِ، مما يزيدُ قبولَ خريجينا ومنافستِهمْ القويةِ للحصولِ على الوظائفِ.

*جامعةُ الإمامِ عبدالرحمنِ بنِ فيصل