في دراسة جديدة نشرت بمجلة البحوث الجيوفيزيائية: الغلاف الجوي، وباستخدام نماذج رياضية محسنة، تمكن باحثو كاوست من اكتشاف أن غبار المنطقة قد يكون أكبر بثلاث مرات مما كان يعتقد سابقاً، وهو ما له أثر بالغ على استخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية.
ويعد الغبار طريقة فعالة لنقل المعادن عبر البر والبحر، إذ يعمل مخصباً طبيعياً بتوزيعه الأسمدة والمواد الغذائية لمسافات بعيدة، وفي الوقت نفسه، قد يؤدي إلى الإضرار بالبنى التحتية والتكنولوجيا.
وسيسهم الفهم الدقيق لمدى تأثيرات الغبار في تطوير السياسات الوطنية الرامية لتحقيق الاستدامة.
تأثير على المملكة
باستخدام البيانات التي جمعتها أجهزة كاوست منذ عام 2012 بالتعاون مع الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا، كشفت الدراسة الجديدة عن تقديرات لنماذج سابقة تقلل من ترسيب الغبار وانبعاثه بمقدار ثلاث مرات.
إضافة إلى ذلك، وبدمج البيانات الجديدة، يُظهر نموذج كاوست أن الجسيمات الأكبر تُسهم بأكثر من 80% من كتلة الغبار الموجود على الأرض، حيث يتم استخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية.
ويقوم هذا الغبار بالحد من كفاءة تكنولوجيا الطاقة الشمسية، حيث قدرت الدراسة نسبة فقد في الكفاءة تتراوح بين 15% و45% (بافتراض دورة تنظيف أسبوعية) للوحات الشمسية المُنتشرة على السواحل الغربية والشرقية للمملكة العربية السعودية تباعاً.
ويحدث الفقد بطريقتين، الأولى هي تراكم الغبار وترسبه على الألواح نفسها، ما يتسبب في حجب الإشعاع الشمسي، كما يمكن للغبار الموجود في الغلاف الجوي أن يقلل من وصول الإشعاع الشمسي إلى الجهاز. ويؤدي الغبار المترسب إلى فقدان ما يقرب من ضعف الكفاءة، مقارنةً بالغبار الإشعاعي في الغلاف الجوي.
الاستفادة من الدراسة
صرح الأستاذ بكاوست والمشرف على الدراسة، جورجي ستينشيكوف، قائلاً: إن للنمذجة الدقيقة للغبار والتنبؤ بتحركاته العديد من الآثار السياساتية الهامة.
ولدعم التطوير الشامل لاقتصاد مستدام في المملكة العربية السعودية، سيُسهم عملنا على مستوى الاستخدام الاستراتيجي لتكنولوجيا الطاقة الشمسية وصيانتها في جميع أنحاء المملكة.
شارك في الدراسة عالم الأبحاث بكاوست، الدكتور محمد سليمان المستمندي، بصفته كاتباً أول، كما قدم كل من الدكتور سيرغي أوسيبوف والدكتور إيليا شيفشينكو والدكتور أليكس أوخوڤ من جامعة الملك عبد الله إسهامات كبيرة للدراسة، وكذلك چوهان إنجلبريتش، الأستاذ الفخري بمعهد أبحاث الصحراء بالولايات المتحدة.