لا يمكن تذوّق المدن، لكن يمكن لروائح بهاراتها أن تحفر عميقًا في أخاديد الذاكرة وجعل اللحظات لا تنسى.
من ثقافة تمثل روائح العود والبنّ والهيل والزعفران مدادًا لإرثها وتقاليدها، كانت أم محمد توقع الفرنسيين وزوار فعاليات السعودية للترشح لإكسبو 2030 في فخّ بهاراتها القادمة من المملكة خصيصًا من أجل تحضير هوية المملكة في الطبخ.
فعاليات السعودية للترشح لإكسبو 2030
يتحول اسم الجريش إلى روزيتو لدى الفرنسيين، لكن أم محمد ترى فيه دليلًا على تعمق علاقة البلدين ومدى تجذّرها، ومنذ حضورها لفعالية إكسبو رأت أنها في مهمة وطنية تسعى لجذب الفرنسيين والحرص على تعمقهم في الثقافة السعودية من خلال بهاراتها السعودية ومذاقاتها المتنوعة التي ترجو بقاءها في ذاكرتهم للأبد، بعد أن زرعتها فخًا يصطاد شهية ضيوفها على موائد الكبسة والمرقوق والجريش، وسواها.
عقد من الزمن مرّ على أم محمد في باريس، لكنها توجتها بإسهام طالما جعلته قرين التفنن والإبداع، فمنذ صباها كانت شغوفة بالطبخ وإضافة لمساتها الخاصة حتى في أبسط الوجبات المنزلية، واستطاعت باقتدار أن تجعل المندي والكبسة مفردات متجذرة لدى الفرنسيين، تشاركهم الموائد وتحتفي باستكشافهم للمملكة من خلال خارطة التقديمات التي تتبعها.
إكسبو 2030
لم ترَ أم محمد فارقًا في الأجواء يؤثر على نكهاتها بين ديارها وباريس، فكان تعاقب البرد ودفء الشروق مزيجًا ينعكس على مزاجها ووقع خطواتها بين الصبح والمساء، إذ تتجه كل يوم بنشوة فرح لتقديم المذاقات السعودية لزوار باريس وحضور إكسبو.
أمّ المبتعثين الأربعة الذين كان آخرهم حفيدها، عرفت في باريس أنوارها التي جعلتها وجهة لإكمال أبنائها تعليمهم في أفضل جامعاتها، فتعمّقت في الثقافة الفرنسية، تبادلها جذورها وأصالتها عبر مذاقاتها الفريدة والمعجونة بالبهارات السعودية التي تحضرها خصيصًا لإضفاء لمستها في إعداد القهوة وأنواع الكبسات والجريش.