سعود القصيبي

@SaudAlgosaibi

- تمتاز الأمم بالمعرفة والابتكار وهو عنصر أساسي بتقدم الشعوب، والغرب في هذا الخصوص متقدم وبمراحل فقد كان له السبق بعد أن تأخر العرب وبأسباب الاجتياح العثماني للمنطقة.

فقد تقلص أداء المراكز العلمية بعده بمدن الشام والقاهرة والمغرب العربي عن الابداع والجديد بشتى مجالات المعرفة، وهذا الأمر حقيقة تاريخية فأغلب الكتب والمراجع نجدها قلت والى حد كبير بعد الفترة المملوكية، بينما استفاد من تلك العلوم المختلفة الغرب الذين قاموا بترجمة الكتب العربية ثم طوروا علومها وأساليبها، فنظام الجامعات الحالي الغربي هو أساسه عربي.

- المعرفة هي أساس الابتكار ولا تأتي إلا بتوفر المعلومة من مراجع وكتب لتحل مسألة مطلوب إيجاد حل لها، ومنها جاء الغرب فطور أساليب للحماية الفكرية لحفظ الحقوق وخاصة بعد تطور الاقتصاديات المختلفة وتشجيعا منهم على الابتكار سواء من صاحب الحاجة أو من الباحث، ناهيك عن أن الكثير من الأبحاث العلمية ذا تكلفة عالية يُستطاع استردادها إن استخدمت وبشكل تجاري لتعود المنفعة الأولى لصاحب الابتكار والاختراع.

- لا يزال الغرب يتحكم في أدوات الابتكار المختلفة، فكثير من براءات الاختراع جعلها منتجات موجودة بالغرب، وعلى سبيل المثال لم نسمع عن شركة ادوية عربية قامت بتسجيل منتج كبراءة اختراع ، وما هو موجود في عالمنا العربي إنما هو استنساخ برسوم مدفوعة لصاحب براءة الاختراع.

- وهناك مجال النفط، فقد اخترع تاجر أمريكي يدعى هاورد هيوز، رأساً للحفر يسهل عمليات التنقيب عن البترول، وهو ذاته الذي أنشئ شركة الطيران «بان آم» والتي كانت من أوائل شركات الطيران المدني العابرة للمحيطات، بعد ابتكاره أعطى الحق بالانتفاع منه الى شركات تصنيع مختلفة مقابل رسوم، هذا التاجر المبتكر رغم غرابة تصرفاته اثناء حياته، عاش آخر أيامه في الانعزال والتجوال كشخص عادي رغم اموالة الضخمة، ولا زال عالم الأعمال يتذكره ولا زال ابتكاراته تستخدم ليومنا هذا.

- أما بشأننا فقد أنشأت الدولة الهيئة السعودية للملكية الفكرية والتي تهدف إلى تنظيم مجالات الملكية الفكرية في المملكة ودعمها وتنميتها ورعايتها وحمايتها وإنفاذها والارتقاء بها وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، ومن أهدافها حماية الفكر والابداع الإنساني وتشمل حق المؤلف والحقوق المجاورة وبراءات الاختراع والعلامات التجارية والنماذج الصناعية والأصناف النباتية والتصميمات التخطيطية، وغالباً ما تتعامل الجامعات السعودية والجهات الخارجية مع الهيئة للتسجيل، الا أن من الملفت أن ما يغيب عن كل تلك الأرقام الكبيرة الفرد السعودي المبدع، وبالرجوع الى الرسوم المفروضة فقد وضعت على أساس الشركات الكبرى وليس على إطار الأفراد وهي حالياً تبلغ ستة آلاف ريال، وبالقياس نجد ان رسوم الاتحاد الأوروبي بكامل دولة لا تتعدى الاربع ألاف ريال، واقل منه للتسجيل لعلامة تجارية وبراءة اختراع بالولايات المتحدة، كما أن الأخيرة تفاضل بين المقيم وغير المقيم برسوم مخفضة تشجيعا لعناصر الابتكار والإبداع الداخلي.

- ونعتقد أن من الواجب الدفع بعجلة الابتكار المحلي وتشجيعه وتسهيله بخفض تلك الرسوم للشركات المحلية والافراد، ففي شبابنا الكثير من عناصر الإبداع أن سهلنا لهم وفي شركاتنا الصغيرة والمتوسطة الكثير من الحماس والتطلع سعيا للتطوير وخاصة بوجود رؤية 2030 ،وبرامجها التي لا تعد ولا تحصى.