عبدالرحمن السليمان

- في ثمانينيات القرن الماضي قدم للعمل في المركز السعودي للفنون الجميلة بجدة شاب مثقف وخجول، ذو صوت خافت يعمل بهدوء وصمت، عندما قابلته للمرة الأولى قال إنه يعرفني من مصر قبل قدومه للمملكة، «هشام قنديل» الذي قضى قرابة الأربعين عاماً في المملكة، عرفه الوسط التشكيلي في المملكة من خلال أكثر من موقع.

- كان عمله بداية في المركز السعودي مُنطَلقاً للتعرف عن قرب لمسار الفن في المملكة، ثم انتقل إلى بيت التشكيليين عند تأسيسه ليدير قاعته الفنية وينظم المعارض المحلية والعربية، بينها الشخصي والمشترك والجماعي، انتقل من بيت التشكيليين إلى التأسيس لأتيليه جدة وهو القاعة التي أسهمت بدرجة كبيرة في الحراك التشكيلي في مدينة جدة على الخصوص من خلال المعارض المتتالية من فردية وجماعية ومن أفكار فنية متنوعة بينها المعارض الشخصية ومعارض الموهوبين ومعارض لوحة لكل بيت ومعارض مشتركة بين الفنانين السعوديين والمصريين وغيرها.

- حرك هشام قنديل الساحة التشكيلية في جدة بنشاطات متنوعة قربت الفن للناس واستقطب من خلال برامج الأتيليه جل الفنانين فأقيمت المنتديات والحوارات، بل وكان الأتيليه مركزاً فنيا وملتقى للفنانين السعوديين والمقيمين العرب.. وفي الأعوام الأخيرة امتدت مشاريعه وطموحاته إلى مساهمة فعلية في بلده مصر، فأنشأ مركزاً ثقافياً عربياً اهتم بالجوانب الإبداعية الأدبية والفنية، كما أنشأ قاعة ضي للفنون، وفيها تقام المعارض الكبيرة والمسابقات الفنية التي تخصص لها الجوائز المشجعة والمحفزة ولها استقطب رجال الأعمال وكبار الفنانين المصريين والسعوديين أيضا.

- استقطب قنديل جل الفنانين المصريين، وبرحابة صدره وعلو خلقه كسب ثقة الجميع وحبهم، والدور الذي يقوم به في مصر ومن خلال ضي كبير يحمل معه المزيد من الأفكار والطموحات فقد حدثني عن امتدادات لهذا المشروع تسهم في الحراك الفني مصرياً وعربياً.

- قبل أيام عاد إلى المملكة بمعرض بين الأبيض والأسود نظمه أتيليه جدة، وكان الإقبال عليه كبيراً كحضور أيام الافتتاح أو قبل ذلك في التقدم للمشاركة.