لم تأبه مكائن تنظيم الإخوان لآلاف القتلى وآلاف المفقودين وعشرات الآلاف من المصابين ومئات الآلاف من المهجرين والجوعى في غزة، وبدأت بـ«النفخ» الدعائي بمنظمة حماس، والدفاع عن عمليتها المتهورة في 7 أكتوبر، التي يتكبد الغزاويون مرارة نتائجها وسوء مآلاتها.. وأشهر مشاهير الإخوان مثل الفلسطيني وضاح خنفر والكويتي طارق سويدان وغيرهما كثير، يتغنون ببطولات حماس للتغطية على المأساة، بغية تطهير المنظمة وحرف الأنظار عن المحرقة، ويتنمرون ويتهمون كل من ينتقد حماقة حماس بأنه صهيوني، وهذا بهتان مبين، فإسرائيل عدو متوحش مسلح بدعم القوى الكبرى.
وإذا كان قادة حماس لم يتوقعوا الرد الإسرائيلي الوحشي فهم مجرد طوباويين ساذجين، وإذا توقعوه فهم يتحملون المسئولية أكثر من إسرائيل، لأن إسرائيل عدو ولا يتوقع المرء من أعدائه الرحمة.
خنفر صور عملية حماس بأنها نقلة ليس في التاريخ الفلسطيني ولا العربي فحسب، بل والعالمي، والسويدان أيضاً يشيد بحرارة وبهجة، وكاد أن يقول أن منفذي العملية من الصحابة، لكنه تواضع وقال أنهم جميعاً من حفظة كتاب الله، أما كيف تأكد أنهم من حفظة كتاب الله، فلا تسأل عما يقوله إخواني عن حماس، وامتدح السويدان طهارة رئيس حماس أسماعيل هنية، وهنية هو الذي اقسم أن الجنرال الإيراني المتوحش قاسم سليماني «شهيد» وهو يعلم ان سليماني قد قتل وحاصر وجوع وشرد عشرات آلاف الفلسطينيين في العراق وسوريا .
وقال خنفر والسويدان أن شوارع أمريكا وأوروبا فاضت بالمتظاهرين المؤيدين للحق الفلسطيني، والصحيح أن مظاهرات قد احتشدت، لكن ليس تأييداً للحق الفلسطيني، انما احتجاجاً على وحشية إسرائيل التي صدمت كل ضمير حي .
وأورد السويدان نتائج استبيان أمريكي، قال فيه أن تأييد إسرائيل انخفض إلى 46% بين الأمريكيين، وهذا طبعاً محض خيال أو أن الذي أجرى الاستفتاء منظمة «كير» الأمريكية الإخوانية التي تمارس التضليل، و«كير»، مثل خنفر والسويدان، تهلل للإخوان وتضخم إنجازاتهم، ولو أن التأييد الأمريكي لإسرائيل انخفض إلى 46%، لتنكر جو بايدن لنتنياهو ولتحالف مع إسماعيل هنية ولمجد أعمال أبي عبيدة ولحلف برأس يحيى السنوار ثلاثاً.
والعجيب أن يصل التحيز الحزبي الاعمى بخنفر أن يرفض الربط بين هجوم حماس وكارثة غزة، وهذا أول تنظير يعزل النتيجة عن الفعل، فقط من أجل عيون حماس القديسة الطاهرة.
وتر
غزة.. مدينة الآلام..
منذ شبت حسناء المتوسط
يكتب تاريخها بدم الأطفال..
وخناجر الغزاة العابرين..
ومنذ قهر شمشون.. تبدل غزة هويتها بسحنات الفاتحين..
@malanzi3