يتطور مشهد الطاقة العالمي باستمرار مدفوعًا بالحاجة إلى إيجاد مصادر مستدامة وتقليل انبعاثات الكربون. ويتطلب تحقيق هدف خفض الانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2050 تقدما تكنولوجيا كبيرا وتحولا في أنظمة الطاقة.
وفي هذا الصدد، تقدم السعودية في سعيها لإزالة الكربون نموذجًا ملهمًا يميزها عن الدول الأخرى، وفق ما ذكرت مجلة إنرجي بورتال إي يو البريطانية. وذلك من خلال هدف طموح يتمثل في إنتاج 50 % من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، تمهد المملكة العربية السعودية الطريق لاقتصاد مرن ومستدام.
نمو اقتصادي كبير
شهدت البلاد نمواً اقتصادياً كبيراً حيث قامت بتنويع مزيج الطاقة لديها والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة. وهناك إمكانات هائلة للمملكة العربية السعودية في مجالات الطاقة الشمسية والنووية والهيدروجينية وطاقة الرياح.
ومع ذلك فإن إزالة الكربون لا تقتصر فقط على استبدال الأنظمة القائمة فالعملية تتطلب إنشاء أنظمة أخرى جديدة. وتتطلب التحديات المعاصرة حلولا معاصرة. كما تلعب خدمات الطاقة المبتكرة دورًا محوريًا في النمو الاقتصادي المستدام.
التقنيات الرقمية وتكنولوجيا النانو
وتعد التطورات التكنولوجية والابتكارات في مجال التقنيات الرقمية وتقنيات النانو والتقنيات الحيوية وتقنيات الطاقة الجديدة هي المحركات الرئيسية لهذا التحول.
يأتي مع ذلك تحول مهم آخر وهو التحول بين الأجيال الذي يحدث بالفعل. ومع تولي الأجيال الشابة أدوارا قيادية فإنها سوف تشكل السياسات العالمية والإقليمية مما يدفع المزيد من الابتكارات وجهود إزالة الكربون في السعودية والعالم في مناطق عدة منه.
مبادرات المملكة النظيفة
نفذت المملكة العربية السعودية مبادرات مختلفة لتحفيز الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على النفط. ويهدف البرنامج الوطني للطاقة المتجددة إلى إضافة قدرة كبيرة في مجال الطاقة المتجددة بحلول عام 2024.
وتهدف مبادرة الملك سلمان للطاقة المتجددة أيضًا إلى توفير 10 جيجاوات من الطاقة المتجددة في وقت قياسي. وتتطلب إزالة الكربون في المملكة العربية السعودية تحويل خدمات الطاقة لتلبية الاحتياجات المتطورة للمجتمع والبيئة.
هدف المملكة في 2060
وفي حين يشكل تحقيق صافي انبعاثات صِفر بحلول عام 2060 تحديا فإن المملكة لديها القدرة على تحقيقه. ويمكنها تحقيق التحول من خلال العمل السريع واعتماد التكنولوجيات وأنماط الاستهلاك المتطورة. ولن تكون الرحلة سهلة، ولكن المكافآت المحتملة على البيئة والمجتمع والاقتصاد هائلة حيث تهدف المملكة العربية السعودية إلى إنتاج 50 % من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
النمو وخدمات الطاقة المبتكرة
تعد خدمات الطاقة المبتكرة جزءًا لا يتجزأ من النمو الاقتصادي المستدام لأنها تساهم في إزالة الكربون وتحسين مستويات كثافة الطاقة.
ريادة على مستوى الشرق الأوسط والعالم
وستستضيف السعودية النسخة 27 لمؤتمر الطاقة العالمي خلال الفترة من 26 إلى 29 من شهر أكتوبر لعام 2026. كما نجحت المملكة في التقدم 24 مركزاً في مؤشر تحول الطاقة الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي. وحلت المملكة في المرتبة 57 في عام 2023 مقابل المرتبة 81 التي كانت عليها قبل عامين في عام 2021. علاوة على ذلك تقدمت المملكة دول منطقة الشرق الأوسط في مجال الطاقة المتجددة ومبادراتها الخضراء.