د. شلاش الضبعان يكتب:

- أرى أحياناً مقاطع تصوّر من الغرب لمشاجرات تحدث بينهم، وأستغرب كيف يتعرض شخص للأذى والبقية تصرخ وتصوّر، وأتساءل: أليس في قلوب هؤلاء رحمة؟ أليس لديهم نخوة؟ ما هذه الأنانية القاتلة؟!

- في مجتمعنا لا يوجد مثل هذه الحالة ولله الحمد، فلابد من «الفزعة» والتدخل لإنهاء المُشكلة حتى ولو كُنا في سياراتنا ولا نعرف الأطراف .

- الموجود في مجتمعنا مع شديد الأسف وهو شبيه بما يحدث في الغرب، تصوير المشاكل التي تحدث في بيوت معارفنا من خلال المتابعة المباشرة أولاً بأول للواقع وحالات الجوال بدون أي سعي للإصلاح أو تدخل لرأب الصدع.

- مثل هذه الفرجة على مشاكل الآخرين لا تليق بمجتمع مثل مجتمعنا يتميز بعقيدة عظيمة وقيم أصيلة تحث على إصلاح ذات البين كما قال رب العزة والجلال « لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروفٍ أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً»، ويقول رسول الإنسانية «صلى الله عليه وآله وسلم « ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: «إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة»، وقيمنا ترفع شأن المصلحين والمصلحات، وتضعهم في الدرجة الأعلى من هرم المكارم، حتى تبقيها تاريخاً مُشرفاً لهم ولأولادهم من بعدهم .

- إذاً يجب ألا نبتعد ونكتفي بالتصوير لما يحدث من مشاكل، بل نقوم بواجبنا بإنهاء المشكلة، وبسعي مُخلص لحلها من جذورها، وبعقلٍ وحكمة، وتأن، وعدل وإنصاف، واستشارة لأصحاب الاختصاص، إن استدعى الأمر ذلك، فأحياناً كم من مريد للإصلاح يكون سبباً في الإفساد .

- أما من يزيدون النار اشتعالاً، ويسعون بالفتنة، فهؤلاء لا يستحقون الحديث عنهم، ومن الغريب أن يوجدوا بيننا، وقد قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم «لا يدخل الجنة قتّات» أي نمام، وقال صلى الله عليه وآله وسلم « وإن أبغضكم إلي المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة».

- مثلكم لا ينم، ولكن أيضاً مثلكم لا يكتفي بالمتابعة والتصوير، فاليوم تتابِع وتُصوّر (بتشديد الواو وكسرها)، وغداً ستتابَع وتُصوّر (بتشديد الواو وفتحها).

@shlash2020