- ليس جديداً الحديث عن تنامي المخاوف من تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على صناعات ومهن العالم القديم التقليدي، لكنه بات يمس اليوم أحد رموز الثورة الرقمية الحديثة، شركة التكنولوجيا ومحرك البحث الأشهر «جوجل»، وهو ملك الإعلانات في العالم اليوم. إذ بلغت 58% من إيراداته من الإعلانات للعام 2022 – ما يقرب من 162.5 مليار دولار. كما تشير شركة الاستشارات التقنية إندرز أناليسيس.
- مع ذلك يؤدي الاستخدام الأكبر لروبوتات الدردشة مثل ChatGPT إلى تقليل حاجة المستخدمين إلى تصفح الويب بأنفسهم ما يمس بشكل مباشر أحد أركان الدخل لدى شركة تعتمد على بيانات سلوك المستخدمين على محركات البحث مثل جوجل. فبدلاً من تصفح نتائج محرك البحث، يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينشرها في أقل من ثانية. بعبارة أخرى تقود هذه السهولة في الحصول على المعومات عبر الذكاء الاصطناعي إلى تعطيل النموذج الاقتصادي الحالي.
- يشاهد الشخص العادي ما يصل إلى عشرة آلاف إعلان يوميًا، وهو نموذج كان مفيدًا للمعلن والمستفيد، حيث يدفع الناشرون لمحركات البحث ويمولون مجال تحسين محركات البحث لتعزيز ترتيبهم في صفحات النتائج ثم يملأون صفحاتهم بالإعلانات لكسب أموالهم.
- ومع روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي، «يبدو أن الحوافز [بين مالكي مواقع الويب ومحركات البحث] غير متوافقة، فتقنيات غرفة الدردشة المعتدة على الذكاء الاصطناعي Chatbots تقدم الإجابات على الفور، دون الحاجة إلى النقر فوق الروابط، وهذا يجعل شركات مثل جوجل تتوتر.
وفي الوقت نفسه، ارتفع التسويق عبرالمؤثرين بشكل كبير، مما أدى إلى تعطيل الإعلانات التقليدية عبر الإنترنت، إذ كشفت دراسة أن حوالي 40 بالمائة من الشباب، عندما يبحثون عن مكان لتناول طعام الغداء، لا يذهبون إلى خرائط Google أو البحث. بل يذهبون إلى منصات التواصل الإجتماعي، حتى بالنسبة للأسئلة اليومية مثل «كيف أسلق البيض».
- الأكيد أن موارد قوقل وغيرها من الشركات التي تعتمد على سلوك المستخدم لن تنهار فجأة، لكنها تتآكل ببطىء، وهو ما يعطي مؤشر أن ثورة الذكاء الاصطناعي قد بدأت الدخول على الخط كلاعب مؤثر على بعض الصناعات ولا ندري كم سستغرق من الوقت كى يتعاظم تأثيرها إلى درجة أن تقضي على صناعات كاملة كما فعلت الثورة الرقمية.