اليوم - الدمام

وصل إلى الرياض، اليوم، الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية والوفد المرافق له، في زيارة للمملكة.

وتكمن أهمية زيارة الرئيس الروسي في تزامنها مع ترأس المملكة للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، التي استضافتها المملكة بتاريخ ١١/ ١١/ ٢٠٢٣، انطلاقاً مما توليه القيادة الرشيدة -حفظها الله- من اهتمام بالغ بالقضية الفلسطينية، وترأس سمو ولي العهد -حفظه الله- أعمالها حيث طالبت القمة بوقف فوري للعمليات العسكرية في غزة، وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين.

المملكة وروسيا.. تقارب الرؤى وتوافق المصالح - واس

بوتين في المملكة

يحرص سمو ولي العهد -حفظه الله- على تعزيز وانتظام التواصل المباشر بين مسؤولي المملكة وروسيا الاتحادية في مختلف القطاعات، حيث زار سموه روسيا الاتحادية لأول مرة عام 2015، تلا ذلك عدة زيارات خلال الفترة من 2015 إلى 2018، قابل خلالها سموه الرئيس الروسي وعدداً كبيراً من المسؤولين ورجال الأعمال الروس.

وأخذت المملكة بزمام المبادرة منذ الأيام الأولى للأزمة في أوكرانيا حيث أجرى سمو ولي العهد -حفظه الله-، اتصالات مع القيادتين الروسية والأوكرانية، وأبدى سموه استعداد المملكة للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل سياسي يفضي إلى سلام دائم، كما دعمت المبادرات الإنسانية الرامية للتخفيف من آثار الأزمة، ومن ذلك وساطة سمو ولي العهد للإفراج عن ١٠ أسرى من عدة دول.

بوتين يصل إلى الرياض - واس

الأزمة الأوكرانية

إيماناً من المملكة بأن الحوار السبيل الوحيد لإيجاد حل سلمي للأزمة في أوكرانيا والوصول إلى توافق حول أطر وآليات الحل، واستمراراً للمبادرات الإنسانية والجهود التي بذلها سمو ولي العهد -حفظه الله- فقد استضافت المملكة اجتماعاً لمستشاري الأمن الوطني في عدد من الدول الشقيقة والصديقة بشأن للأزمة في أوكرانيا.

وتأتي زيارة الرئيس الروسي للمملكة امتداداً لجهود سمو ولي العهد -حفظه الله- في التواصل مع الأطراف الدولية المؤثرة، بهدف تنسيق العمل الدولي المشترك الرامي لوقف العمليات العسكرية في غزة، حيث شارك سمو ولي العهد في الاجتماع الاستثنائي لقادة مجموعة بريكس، واستعرض خلاله قرارات القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية.

المملكة وروسيا.. تقارب الرؤى وتوافق المصالح - واس

العلاقات الثنائية

أسهمت الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين في تطوير العلاقات الثنائية بينهما، وتوجت بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لموسكو عام ٢٠١٧م، وهي أول زيارة لملك سعودي إلى موسكو، وشهدت احتفاءً مميزاً من الرئيس الروسي بوتين الذي زار المملكة عام ٢٠١٩م، حيث تم توقيع حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.

وأسهم تأسيس اللجنة السعودية الروسية المشتركة ومجلس الأعمال السعودي الروسي في تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وتنويع وتوسيع قاعدة التعاون الاقتصادي، وإيجاد أرضية تجارية واستثمارية قادرة على دفع عجلة التبادل التجاري بالاستفادة من الفرص التي تتيحها رؤية ٢٠٣٠ والمشاريع الكبرى التي أطلقتها المملكة.

**pullquote**

المملكة وروسيا.. تقارب الرؤى وتوافق المصالح - واس

وأسهمت جهود المملكة في توصل دول منظمة أوبك وروسيا الاتحادية لاتفاق (أوبك +) التاريخي الذي يدعم استقرار أسواق النفط، من خلال تبني منهجية موائمة حجم الإنتاج مع مستوى الطلب العالمي على النفط، بما يخدم المنتجين والمستهلكين، مما انعكس إيجاباً على استقرار أسعار الطاقة العالمية، وعزز وتيرة الاتصالات الثنائية بين الرياض وموسكو على مستوى القيادة في البلدين.

ودعمت الشراكة الدولية التي جمعت المملكة بروسيا الاتحادية في مجموعة العشرين التي تضم أقوى اقتصادات العالم تواصل التفاهم المشترك بين البلدين وتطوره إلى مراحل متقدمة أسهمت في دفع العلاقات بينهما إلى المزيد من التعاون المشترك في المجالات السياسية، والاقتصادية، والعلمية، والثقافية ومجالات الطاقة.

وأيدت روسيا الاتحادية مبادرة دعوة المملكة للانضمام إلى تكتل بريكس الاقتصادي إلى جانب روسيا الاتحادية والصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا، حيث أكد الرئيس الروسي بوتين أن دعم بلاده يأتي تقديراً لجهود سمو ولي العهد -حفظه الله- في دعم التوازن والاستقرار في أسواق النفط وقدرة سموه على تحقيق الخطط التنموية الطموحة للمملكة.

وتدعم المملكة الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي للأزمة الأوكرانية، وترتبط بعلاقات جيده مع طرفي الأزمة، وتلعب دور الوسيط بينهما، من خلال العلاقات الجيدة التي تربط سمو ولي العهد -حفظه الله- مع الرئيسين الروسي والأوكراني.