نوره القرني - الدمام

فيلم قصة هنري شوغر الرائعة القصير هو فانتازيامقتبسة من قصة للكاتب روالد دال، من إخراج ويس أندرسون يعرض على منصة نتفليكس

يبدأ الفيلم بشخصية تشبه الكاتب إلى حد كبير، يجلس البطل داخل غرفة جدرانها أرجوانية وتملؤها رسومات وكتابات مختلفة محاطة بالقهوة وبعض الشوكولا، وستة أقلام رصاص.

يكسر الفيلم بطريقة محاكاته النظرة التقليدية لصناعة الأفلام، في حوار هزلي لأبطال الفيلم مع المشاهد طوال العرض لمدة قصيرة تصل إلى 37 دقيقة.

قصة الفيلم

تتمثل شخصية بطل الفيلم هنري شوغر الذي لعب دور شخصيته الممثل الإنجليزي بيندكت كامبرباتش، بشاب عازب يبلغ من العمر 41 عامًا، غني لكنه بخيل، ويولي أكبر اهتماماته لشراء الملابس، ولم يعمل يومًا واحدًا لجني المال وكان دائم الخوف من فقدانه.

وفي يوم ماطر، دخل مكتبة لجامع كتب مهم، وكانت لديه غرفة مرصوفة بكتب جلدية مهملة من الأرض إلى السقف من كل جانب.

لم يكن هنري من النوع الذي يقرأ كتبًا، باستثناء روايات التحقيق والتشويق، ولكن لفت نظره كتاب رفيع بين الكتب الثخينة، كتب في صفحته الأولى تقرير عن إمداد خان الرجل الذي يرى من دون استخدام عينيه.

تتمثل شخصية بطل الفيلم "هنري شوغر" الذي لعب دور شخصيته الممثل الإنجليزي بيندكت كامبرباتش


ينتقل الفيلم إلى مشهد يروي ما داخل الكتاب عن أحد صباحات عام 1935 من شهر ديسمبر، إذ يجلس 4 أطباء من بينهم كبير الجراحين في غرفة استراحة داخل مستشفى كبير.

ويدخل على الأطباء رجل في الـ60 من العمر، يدعي أنه يرى دون استخدام عينيه، يطلب منهم عصب عينيه ليتأكدوا من صحة كلامه، وبالفعل يُصدم الأطباء بالنتيجة.

يخبر الرجل الأطباء أنها ليست حيلة، إنما مهارة حقيقية أتقنها بعد سنوات من التدريب، وأنه يعمل في مسرح متنقل، واليوم سيقدم عرضًا في المدينة، وعندما يصل هو وفرقته إلى مدينة جديدة يتوجه دائمًا إلى أكبر المستشفيات ويطلب من الأطباء عصب عينيه بعملية متناهية الدقة، ومن المهم أن يقدم على هذه الخطوة أهم الأطباء في المدينة وإلا سيعتبره الناس مخادعًا، يوافق الأطباء ويغطون أعين خان كي لا يرى.

ويخرج من المستشفى وكأنه يرى تمامًا، يركب دراجته وينطلق في شوارع المدينة، بينما تغطي الصدمة وجوه الأطباء الذين راقبوه.

ذهب الطبيب الذي أدى دوره الممثل ديف باتيل، ليرى العرض المسرحي، حيث نادى “إمداد خان” الجمهور ليتأكدوا من عصب عينيه، وبدأ برمي السكاكين على طفل وأطلق فوق رأسه رصاصة دون أن يصيبه.

يصيب الطبيب فضول حاد فيبحث عن خان وراء الكواليس، ويطلب منه أن يخبره بسره لينشره له في مجلة طبية بريطانية أو غيرها من المجلات المشهورة.

يبدأ “خان” بسرد قصته، حيث ولد في مدينة كشمير بالهند عام 1873، وذات يوم أتى ساحر إلى مدرسته وأدى عرضًا، فُتن “خان” به وقرر الهرب والانضمام إلى فرقة مسرح متنقلة حينما كان عمره 13 عامًا، ولمدة ثلاث سنوات جاب مع مجموعته أرجاء “بنجاب”، وفي تلك الأثناء سمع عن معلم “يوغا” أتقن قدرة الطوفان النادرة.

توجه وهو في سن الـ17 للبحث عن المعلم إلى أن عُثر عليه يصلي في غابة، وكان مرتفعًا عن الأرض، ما أثار إعجابه ودفعه لطلب العلم منه، وبدأ يلقنه تدريبات على التأمل، وأخبره أنه قد يحتاج إلى 20 عامًا من التدريب ليتقن المهارة، وفعلًا تمكن بعد سنوات من الرؤية دون استخدام عينيه.

وهنا تنتهي قصته، وكتب الطبيب في الكتاب كل ما ذكره من تمارين، وفي اليوم التالي ألغي العرض وتوفي خان.

وهنا انتهى هنري من قراءة الكتاب، وقرر أن يحاول أن يكتسب المهارة لتفيده في جني أموال.

الفيلم حاز في موقع تصنيف الأفلام “IMDb” تقييم 7.5 من 10 بناء على تصويت أكثر من 17 ألف مستخدم

عودة للواقع

بدأ هنري بالتدريب ولم يكن يخرج سوى لأخذ الطعام، ولأول مرة في حياته شعر بالحماسة لفعل شيء، وبعد ثلاث سنوات وثلاثة أشهر من التدريب، غلب “هنري” جميع من سبقوه وأتقن المهارة، ونزل إلى ساحات المقامرة وبدأ بكسب أموال طائلة.

لم يكن هنري يشعر بسعادة لكسب الأموال، وقرر أن يخصص أمواله لمساعدة المحتاجين وبناء دور الأيتام والمستشفيات، ووضع خطة سفر دائم وقرر تغيير مكان المقامرة كل ليلة والكسب بالمعقول كي لا يتم اكتشافه، كما وظف محاسبًا يدعى “جون وينستون”، وأسس شركة باسم “وينستون شوغر” محدودة المسؤولية.

أتقن هنري مهارة الطوفان، وتوفي عن عمر ناهز 63 عامًا، وترك خلفه 644 مليون جنيه إسترليني و21 مؤسسة عريقة، ومستشفيات أطفال ودور للأيتام حول العالم، كان يديرها ويمولها “جون وينستون” وطاقمه من .لوزان.

حاز الفيلم في موقع تصنيف الأفلام “IMDb” تقييم 7.5 من 10 بناء على تصويت أكثر من 17 ألف مستخدم.