@Khaled_Bn_Mohخالد الشنيبر

وفقاً لنشرات سوق العمل التي يتم الاعلان عنها بشكل دوري، وبتشخيص معدلات البطالة حسب المستوى التعليمي اضافة الى نسبة المتعطلين من لم يسبق لهم العمل، نجد أن نتائج تلك المؤشرات مازالت تحتاج لعمل أوسع حتى يتم تحسينها، وفي هذا المقال سأتطرق لوجهة نظري الشخصية عن كيفية التعامل معها.

في الغالب بتشخيص معدلات البطالة حسب المستوى التعليمي في جميع نشرات سوق العمل، نجد أنها ترتفع في التعليم الثانوي للذكور، وتتركز بشكل كبير على الحاصلات على البكالوريوس أو ما يعادلها بالنسبة للإناث، ونجد أيضاً أن النسبة الأكبر من المتعطلين السعوديين لم يسبق لهم العمل، ونجد أن هذا المؤشر في ارتفاع واضح للذكور والإناث، وذكرت سابقاً في أكثر من مقال بأن تلك المؤشرات تعكس عدم الاستفادة بالشكل المأمول من استثمارات التعليم، ولذلك أرى أن الحل الأكثر مرونة للتعامل مع تلك المؤشرات هو بالتركيز على برامج لتحويل المسار التخصصي للمتعطلين عن العمل في التخصصات التي تشبع منها سوق العمل أو يقل الطلب عليها، والتركيز على برامج «التدريب على رأس العمل» خاصة في المهن والتخصصات الفنية.

أحد أهم البرامج التي تُشرف عليه صندوق الموارد البشرية هو برنامج «تمهير»، وهو برنامج تدريب على رأس العمل موجَّه للخريجين والخريجات السعوديين من الجامعات المحلية والخارجية، بالاضافة لخريجي المعاهد والكليات حملة الدبلومات الفنية والصحية والإدارية، ويهدف إلى تدريبهم في المؤسسات الحكومية والشركات المتميزة في القطاع الخاص، لاكتساب الخبرات والمهارات اللازمة لإعدادهم وتهيئتهم للمشاركة في سوق العمل، وهذا البرنامج كوجهة نظر شخصية يحتاج إلى تطوير بشكل أكبر نظرًا لأهميته ودوره المؤثر في معالجة الفجوة التي يُنظر لها بين مهارات مخرجات التعليم واحتياج سوق العمل.

عندما يتخرج الطلاب من المؤسسات التعليمية، يواجهون تحديًا كبيرًا في دخول سوق العمل بسبب الافتقار او نقص الخبرة العملية بالاضافة لمحدودية مستوى المهارات لديهم، وهذا التحدي أرى أن الحل الأساسي له هو من خلال «برنامج تمهير» وبنسخة مطورة عن النسخة الحالية، حتى يتم الوصول الى اهداف البرنامج بشكل أوسع والتي تتركز على تطوير مهارات الداخلين الجدد في سوق العمل واكتسابهم خبرات عملية، ويتيح لهم التعرف على بيئة العمل الحقيقية وتطبيق المعرفة التي اكتسبوها على أرض الواقع، وبذلك يتم تعزيز فرصهم في الحصول على وظائف مميزة في سوق العمل.

لتطوير البرنامج؛ كوجهة نظر شخصية أرى أن يتم توسيع نطاق المنشآت للإستفادة من البرنامج مما ينعكس بشكل أكبر على المستفيدين من الخريجين والخريجات، وتعديل فترة الدعم في البرنامج للمنشآت التي تدفع مكافآت اضافية للمتدربين، مع إلزامية توظيف نسبة معينة من المتدربين في حال استفادت المنشأة من البرنامج بعدد معين ولمدة لا تقل عن سنة، واشتراط حد أدنى للدورات التدريبية التي ينبغي للمتدرب الانضمام لها خلال فترة التدريب وفي نفس مجال تدريبه لدى المنشأة، بالإضافة لإجراء تقييم نهائي خلال فترة التدريب مع تقديم المشورة والتوجيه الكامل للمتدربين لفهم نقاط قوتهم وضعفهم وتحديد المجالات التي يحتاجون إلى تطويرها، وذلك لمدة محددة حتى بعد انتهاء مدة التدريب.

ختاماً؛ لتحويل التدريب إلى فرصة حقيقية للتوظيف، أرى أن برنامج تمهير هو الأساس لرفع جاذبية الداخلين المحتملين لسوق العمل، ورفع مستويات التراكم المعرفي فيه بشكل أكبر، حتى نصل لمفهوم «ربط احتياج سوق العمل مع مهارات العاملين فيه والداخلين المحتملين له».