عبدالعزيز الذكير يكتب:

- عصر النور والإجتهاد في الفحص عن الأصول، يتوق المرء إلى البحث في جذور الكلمات حتى ولو كانت عاميّة في استعمالها.

عبارات دخلت قاموس المراسلات، ويقول الإنجليز إن أجمل عبارة ترد في المراسلات الاجتماعية هي جملة (بطيّه الشيك) بحثت عندنا في القاموس الافتراضي لمراسلة الآباء و وجدتُ أننا كنا نستمتع بمفردات لها نغمة حلوة عندما يفض الأهل خطاباً جاء من ابنهم الذي أبعد عنهم طلباً للرزق، تلك الكلمة المحببة هي (ياصلكم)

عبارة لها وقع خاص.. ومريح في الرسائل التي كانت تستلمها الأسر النجدية ضمن رسائل وردت إلى منزلهم من العراق والكويت والبحرين.. وربما الشام.

- كانت الأسر التي ابتعد عنها ربانها طلباً للرزق في الموانئ والثغور تعتمد بعد الله على ما يردها من عائلها أو عائليها، وفقاً للمقتضيات البيئية كان أهالي المناطق الوسطى من بلادنا يسدون حاجات حياتهم من الزراعة في المناطق الحضرية أو الرعي في البداوة أو جلب السلع المطلوبة أو الذهاب إلى ثغور الخليج والعراق بالدرجة الأولى لتعاطي التجارة لمن يملك الموهبة أو الكتابة لمن لا يملكها، أو الخفارة وحراسة مستودعات الحبوب للأقل إبداعاً.

وبوادر الانفراج تظهر في الأسرة النجدية عندما يأتيهم كتاب من (الغائب) يخبرهم فيه عن أحواله وعيشته، ويختم رسالته بفقرة تقول.. وياصلكم مع فلان الفلاني.. إلخ.

- هذه الرسائل – في رأيي - نموذج ساطع للوفاء.. والعمل والكفاح الشريف، منازل في القصيم أعرفها جيداً كانت تعيش في كل ما في هذه الكلمة من معنى على ما يردها من العراق (البصرة) أو من الكويت والبحرين، أو من الهند (بومبي)، وكان من له طرف مقيم في تلك البلدان يرتدي «إذا كان الشتاء» زياً لافتاً للنظر مثل (الشال) و(الدقلة) وهم دائماً في الطليعة في نمط عيشتهم

- ومع وافر الحمد والشكر لله على الغنى الذي عم بلادنا إلا أن البصرة والكويت والبحرين وبومبي قد تركت بصماتها في الحياة الأسرية، فإلى وقت قريب لم يكن ثمة عبارات مثل «الأمان الوظيفي» تتحكم في مصائر الناس، كان الكد والكفاح والعمل سمات بارزة في السجل الحافز والمميز لأبناء هذه المنطقة .