@Khaled_Bn_Mohخالد الشنيبر

في خطوة مهمة لبناء قطاع رياضي فعال وفقاً لمستهدفات رؤية المملكة، أعلنت وزارة المالية عن الانتهاء من نقل ملكية 14 نادياً رياضياً إلى القطاع الخاص ضمن برنامج التخصيص، وذلك للمساهمة في تعزيز القطاع الرياضي من ناحية فنية وتجارية، وإعطاء الحرية للعمل كمؤسسات تجارية لتطوير العمل الرياضي إلى الأفضل وفقاً لأفضل الممارسات العالمية.

الخصخصة بشكل مبسط هي تحويل بعض ملكية مؤسسات الدولة العامة إلى مشاريع استثمارية من قبل القطاع الخاص، والخصخصة الرياضية تُعرف بتحويل الأندية أو المدن الرياضية والملاعب من ملكية مؤسسات حكومية إلى شركات خاصة استثمارية لتمويلها وادارتها، ومن أهم الأسس في الخصخصة الرياضية أن يكون المشروع المستهدف لتخصيصه ذو جدوى اقتصادية ممايجذب المستثمرين للتنافس عليه.

خصخصة الاندية الرياضية لها تأثير مهم في زيادة الكفاءة المالية بالإضافةللكفاءة الإدارية للأندية وفقاً لأفضل الممارسات، وتساهم أيضاً في جذب الاستثمارات بشكل أكبر لتلك الأندية مما يحقق عوائد مالية مستدامة، وهذا الجانب مهم جداً لتحقيق التوازن المالي وتقليل العجز من خلال وضع استراتيجيات أكثر مرونة على المديين القصير والطويل.

اضافة لذلك؛ التنافسية في القطاع الرياضي ليست بالأمر السهل، وبوجود الخصخصة سنجد اهتمام أكبر في رفع مستويات الولاء للمشجعين من خلال تحسين جودة الخدمات التي تقدمها الأندية لهم، وذلك من خلال تطوير منشآتها بإنشاء مراكز وملاعب جديدة وتحسين المراكز والملاعب الحالية للأندية، وأيضاً من خلال تعزيز التجارة الرياضية الناتجة من توسيع استراتيجيات التسويق للعلامات التجارية للأندية حتى خارج الحدود الجغرافية، وهذا الأمر يرفع من قيمة العلامة التجارية للأندية بشكل كبير.

الخصخصة تعتبر الوسيلة الأفضل لتطبيق ما يسمى بالاحتراف الكلي الشامل، والقضاء على التكتلات والمحسوبيات في الأندية، ولها دور مهم ينعكس على تنشيط القطاع الإعلامي، حيث ستعمل الأندية على تطوير وسائلها وقنواتها الإعلامية للترويج لها ولأنشطتها الرياضية والاجتماعية والثقافية التي تقدمها مما يجذب الرعاة الرسميين للنادي، وأيضاً من خلال تطبيق الخصخصة سيتم توسيع القاعدة الوظيفية في عدة مجالات، ومن خلال تلك الوظائف سيكون هناك جذب للكفاءات العالمية في نفس المجال للاستفادةمن خبراتهم ونقلها للسوق السعودي لرفع مستويات التراكم المعرفي في الاقتصاد الرياضي بشكل عام.

بالاطلاع على تجارب سابقة تم تنفيذها في مجال الخصخصة الرياضية على المستوى العالمي، أرى أن التجربة السعودية ستحظى بنجاح مميز ومُلفت، وسترتقي الرياضة في المملكة إلى مستويات أعلى مما يعزز من منافستها في جميع الرياضات إقليمياً وعالمياً، وسينعكس ذلك ايجابياً على عدة قطاعات اقتصادية، ومن الشواهد على ذلك اتجاه انظار العالم بشكل كبير إلى المملكة بعد الإعلان عن تعاقد الأندية مع عدة لاعبين رياضيين عالميين، مما عزز من جذب أصحاب الفكر والمواهب المميزة في جميع المجالات خاصة المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية، وأيضاً لعب دوراً هاماً في الحركة الاقتصادية والسياحية داخل المملكة.

ختاماً؛ مستقبلاً أرى أن نجاح مشروع الخصخصة سيولد أندية جديدة في الساحة بوجود تشريعات واضحة، وهذا يعني جذب استثمارات عديدة للقطاع الرياضي بشكل أكبر وبعوائد مميزة، وسنرى اهتمام أكبر في العديد من الرياضات مما يرفع من مستوياتها للمنافسة محلياً وخارجياً، ومتفائل جداً في هذا التوجه وانعكاساته على تحقيق العديد من مستهدفات رؤية المملكة.