عبدالله الرويمي

- في منصات التواصل الاجتماعي على الانترنت تنشط معرفات تهاجم باستياء المواسم الترفيهية أو أي حدث تتشكل فيه مظاهر الفرح عامة او أي مشروع اقتصادي تنموي في المجتمع السعودي، وعندما تلقي نظرة على هذه المعرفات يتضح انها من خارج المملكة، وقد يكون أصحابها من دول فقدوا الحياة الكريمة فيها وانعدم الأمان الذي يجلب الطمأنينة، وتلاشت فرصهم واهدافهم لتحقيق الرفاه الاجتماعي بسبب تردي الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكما يرى عالم النفس فيكتور فرانكل أن الإنسان إذا وجد في حياته معنى أو هدف فإن وجوده له أهميته و مغزاه وإن حياته تستحق ان تعاش، وما ان يفقد ذلك الهدف ينتفي المعنى للحياة ويفقد الإنسان هويته ويغترب ويشعر بعد ذلك بالعجز، وبالتالي يؤدي هذا الشعور الضاغط إلى الاستياء وكراهية ذاته والآخرين.

- والاستياء كما يراه الفيلسوف الألماني شلر هو استرجاع للشعور والخبرات السيئة التي مرت بالإنسان بشكل يجعله يعيش الحالة السلبية التي تسيطر عليه وتجعل في داخله غضب مكبوت نتيجة للخبرات السيئة التي عاشها وهذا الاسترجاع قد يفصل الانسان عن الواقع الذي يعيش فيه ،وبالتالي قد يتسبب في فشل الحياة لدى الفرد وتجعله يصبح عدوانياً، كما يعتبر التعطش للانتقام هو أهم مصدر للاستياء كما يضيف مصدراً اخر للاستياء وهو الحسد والغيرة والرغبة التنافسية، فالحسد يرجع إلى الشعور بالعجز الذي يشعر به المستاء عندما يمتلك اخر شيئاً ما يرغب هو في امتلاكه ولا يستطيع، وقد يكون نتيجة للظروف السيئة التي عاشها المستاء وهو يحاول أن يفرح ومع كل حالة فرح واجهته مصيبة قد يجعله ذلك يصاب بـالشير وفوبيا رهاب النفور من السعادة المقترن شرطياً لديه بظهور المصائب بعدها مما يجعله يستاء ويهاجم أي مظهر للفرح لأن ذلك مقترن بتجارب مؤلمة لديه تجعله يستجيب بطريقة سلبية وعدائية .

- كما نعلم شكّل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - أيقونة عالمية وحُلماً تتمناه الشعوب، رسم حاضر ومستقبل وطنه، ووضع رؤيته الموسومة برؤية المملكة 2030 وحققها قبل موعدها ، فتصدرت الأرقام والإنجازات، وتصدر موقع المملكة المؤشرات العالمية في مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، فدهش العالم بما صنعه، وبذلك افشل حلم المخططين بجعل المملكة نسخة من بعض الدول التي تعاني التخلف في التنمية، وهذا هوالجوهر الرئيسي للاستياء والهجوم، فعندما يقارنون احوالهم بالتقدم والازدهار الذي تنعم به المملكة،يندبون حظهم فيظهر سلوكهم العدائي وأحدى صوره مهاجمة مظاهر الفرح في المجتمع السعودي على منصات التواصل الاجتماعي.