كان التساؤل لهذا العام بالنسبة لي لماذا وقعنا في الفخ؟
في ساحة حرب مليئة بجلد الذات لإثبات أنفسنا للجميع أننا قادرين على فعل العديد من الإنجازات، لم يُطلب منا الكثير ولكن أرغمنا أنفسنا على فعل ما لانستطيع، فقط لإثبات أشياء كثيرة وأغلبها للناس لا لأنفسنا، فأصبحنا في معركة الوقت نتسابق لنجمع الإنجازات والنجاحات ونتفاخر بأنفسنا ظاهريًا، ونتناسى مايحدث بداخلنا من ضغط تحول مع الأيام لغضب، مزاج سيء، أمراض مزمنة، توتر، قلق والكثير من الصراعات مع الحياة.
تحدثت منذ فترة مع عدد من الأصدقاء واكتشفنا جميعًا اننا نعاني من نفس الكارثة؛ كلٌ منا يحاول أن يصل ولكننا عاجزين عن تحديد الهدف الأول من هذا السعي فباتت معركة الوصول للهدف متعبة، مرهقة ومملة.
ومع ظهور الكثير من التنافس لإثبات من هو الأفضل أو من على صواب، تحول الامر لنقاشات ومنافسات حادة تنتهي بخلافات لاتعد ولاتحصى.
قرأت ذات مرة أن الإنسان يأتي بلا شيء ثم يسعى من أجل كل شيء ثم يترك كل شيء ويذهب بلا شيء ثم يحاسب على كل شيء.
سؤال اليوم وكل يوم والأيام القادمة: لماذا نُكرس وقتنا وجهدنا وطاقتنا لنيل اعجاب من حولنا!
ولِمَ نحاول بكل ما نستطيع ان نجذب الأضواء إلينا؟
هل أصبح موضوع التميز ولفت الانتباه حديث العصر؟
ترى شخصاَ يسعى للتميز رغبةً في حديث الناس لا لنفسه، فيفتعل أموراً خارج الحدود او داخلها لكنها لا تناسب شخصيته!!
ربما بدأ الأمر عندما توسعت شبكة التواصل الاجتماعي السوشال ميديا فانقسم الناس لأكثر من فريق منهم من عرف كيف يسبح ومنهم من غرق بسرعة في بحر التقليد الأعمى.
فالذي عرف السباحة كان حكيم نفسه ووقته ورسى على شاطئ الموازنة علم كيف يتميز عن الاخرين بصورة ضمن حدود الصواب وعرف جيداً كيف يلفت الانتباه برقيّه وشخصيّته فلا يرتدي الأقنعة مهما كلفه الأمر لنيل الإعجاب واثق الخُطا، ملفت بدون تصنّع، يبتكر الأفكار خارج الصندوق ويتميز بها.