صنفت منظمة الصحة العالمية متحور كورونا الجديد JN.1 بصفته متغيرًا مثيرًا للاهتمام، منفصلًا عن السلالة الأم BA.2.86، بعد أن صُنف سابقًا على أنه جزء فرعي من تلك السلالة، فهل معنى ذلك أننا أمام فيروس جديد؟
الحقيقة أن لا يعني ذلك أننا أمام نوعية فيروس جديد، فالمقصود بعبارة متغير منفصل عن السلالة الأم، أن المتحور يختلف عن السلالة الأم بعدد كاف من الطفرات، لدرجة أنه من الممكن أن يكون له خصائص مختلفة، مثل قابلية الانتشار أو شدة المرض.
أخطاء في عملية النسخ
كورونا هو أحد الفيروسات التي تتكاثر عن طريق نسخ نفسها، وعندما ينسخ الفيروس نفسه، تحدث أحيانًا أخطاء في عملية النسخ، هذه الأخطاء تسمى الطفرات.
وتؤدي الطفرات إلى تغييرات في الحمض النووي للفيروس، يمكن أن تؤثر هذه التغييرات على كيفية عمل الفيروس، ما قد يجعله أكثر قابلية للانتشار أو أكثر خطورة.
وفي حالة متحور JN.1، اكتشفت 10 طفرات جديدة في البروتين الشائك، وهو البروتين الذي يستخدمه الفيروس للالتصاق بالخلايا البشرية، هذه الطفرات تجعل من الممكن للفيروس أن يتجنب استجابة الجهاز المناعي للجسم، ما يجعله أكثر قابلية للانتشار.
ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين بشأن مخاطر متحور JN.1. فمن الممكن أن يكون المتحور أكثر خطورة من السلالات السابقة، ولكن من الممكن أيضا أن يكون أقل خطورة.
المزيد من الأبحاث
لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين بشأن مخاطر المتحور JN.1، ومع ذلك، فقد حذرت منظمة الصحة العالمية من أنه يمكن أن يؤدي إلى موجة جديدة من الإصابات والوفيات.
ولتحديد ما إذا كان متحور JN.1 يمثل تهديدًا جديدًا، فمن الضروري إجراء المزيد من الأبحاث، ويجب أن نتابع عن كثب انتشار المتحور ومدى شدة المرض الذي يسببه.
وإذا ثبت أن متحور JN.1 يشكل تهديدًا جديدًا، فقد تكون هناك حاجة إلى تطوير لقاحات جديدة لمكافحته.
هل سيعود العالم للإغلاق؟
يعتمد ما إذا كان العالم سيعود للإغلاق بسبب متحور كورونا الجديد JN.1 على عدد من العوامل، بما في ذلك:
- مدى سرعة انتشار المتحور، فإذا انتشر المتحور بسرعة كبيرة، فقد يؤدي ذلك إلى ضغط كبير على أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم، ما قد يؤدي إلى فرض إغلاق لمنع انتشار الفيروس.
- مدى خطورة المتحور، إذا كان المتحور أكثر خطورة من السلالات السابقة، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة عدد الوفيات، وقد يؤدي أيضا إلى فرض إغلاق للحفاظ على حياة الناس.
- مدى فعالية لقاحات كورونا الحالية ضد المتحور، فإذا كانت لقاحات كورونا الحالية أقل فعالية ضد المتحور، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة عدد الإصابات والوفيات، ما قد يؤدي إلى فرض إغلاق لمنع انتشار الفيروس.