اليوم: د. نورهان عباس

خرجت توشيبا، الشركة اليابانية العملاقة التي اشتهرت بهيمنتها السوقية الواسعة في البلاد على الإلكترونيات لعقود في القرن العشرين، من بورصة طوكيو بعد 74 عامًا من التنافسية والريادة، وفق ماذكرت صحيفة ذا جارديان البريطانية.

وألغت شركة توشيبا إدراجها في بورصة طوكيو بعد 74 عاماً مع تحولها إلى شركة خاصة في أعقاب إتمام صفقة الاستحواذ عليها مقابل 14 مليار دولار. وتحولت الشركة إلى شركة خاصة يوم الأربعاء في صفقة بقيمة 11 مليار جنيه استرليني من قبل كونسورتيوم من المستثمرين بقيادة مستثمر الأسهم الخاصة شركة جي آي بي جابان أندستريال بارتنارز اليابانية. وتضع صفقة الاستحواذ الشركة اليابانية في أيدي مستثمرين محليين بعد معارك دامت لسنوات مع المستثمرين النشطين الأجانب.

سهم توشيبا

وأغلق سهم توشيبا الثلاثاء في آخر يوم تداول له عند 4590 يناً (31.95 دولار). وقالت توشيبا في بيان إنها ستتخذ الآن خطوة كبيرة نحو مستقبل جديد مع مالك جديد مضيفة أنها ستقدر التفهم المستمر والدعم من أصحاب المصلحة. بالإضافة إلى جابان أندستريال بارتنارز تعد شركة الخدمات المالية أوركيس وشركة سي إل بي Chubu Electric Power وشركة روم لصناعة الرقائق جزءًا من الكونستوريوم أيضًا.

ضغوط المستثمرين

قالت صحيفة ذا جارديان أن ذلك يأتي ذلك بعد سنوات من ضغوط المستثمرين على الشركة بعد الاضطرابات التي بدأت بفضيحة محاسبية هائلة هزت إحدى أشهر الشركات في اليابان وأثارت تساؤلات حول نموذج حوكمة الشركات في البلاد.

واتخذت شركة توشيبا بالفعل خطوات لمحاولة إعادة بناء نفسها في ظل الملكية الجديدة بما في ذلك صفقة مع روم لتصنيع الرقائق.

يعتقد بعض المحللين أنه قد يتم تفكيك الشركة في محاولة لتحقيق المزيد من القيمة.

وتضم الشركة أكثر من 106 آلاف عامل، ويُنظر إلى بعض عملياتها على أنها مهمة للأمن القومي الياباني.

تاريخ توشيبا

تعود جذور شركة توشيبا إلى مصنع أنشئ في عام 1875 وفقًا لتأريخ الشركة بعد أقل من عقد من انتهاء 250 عامًا من العزلة الثقافية والاقتصادية اليابانية. واندمجت الشركة التي كانت تسمى وقتها شركة شيبورا إنجنيرينج وركس مع شركة طوكيو للكهرباء في عام 1939 وتم تغيير اسمها إلى توشيبا في عام 1978. وبعد أن نجت من اضطرابات الحرب العالمية الثانية صعد نجم توشيبا مع الاقتصاد الياباني الذي أصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة في وقتٍ سابق.

أزمات توشيبا

جرى الحديث عن مشاكل توشيبا الأخيرة علنًا لأول مرة في عام 2015 عندما فتحت الشركة تحقيقًا فيما تم الكشف عنه على أنه مبالغة في تقدير الأرباح وأعقب ذلك مشاكل كبيرة في فرعها للتكنولوجيا النووية وقد أدى ذلك إلى انخفاض مبيعات الأسهم وتفريغ بعض أجزاء الأعمال بما في ذلك الوحدة التي تصنع شرائح ذاكرة فلاش للهواتف الذكية.

ويقول محللون أن سوء الإدارة والتقادم الإداري وضعف الابتكار علاوة على مشكلات الفساد أوصلت العملاق الياباني إلى الحافة، وهو الذي ساهم يومًا في قفزة الصناعة اليابانية.