- تبدأ بشجار وتنتهي بدماء، وبينهما أمور يحضر فيها الشيطان ويغيب فيها العقل والعقلاء.
تحدث في مجتمعنا حوادث تذهب فيها أرواح، وتستغرب حقيقة كيف يقتل القاتل وهو قد تشرب في أسرته ومدرسته ومجالسه عقيدة عظيمة حذرت بأن «ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيماً»، وقال رسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم: «قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا»، وذكر الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: ما أطيبك وأطيب ريحك! ما أعظمك وأعظم حرمتك! والذي نفس محمد بيده، لَحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمةً منك؛ ماله، ودمه، وأن نظن به إلا خيراً»
- أيضاً مجتمعنا يتمتع بقيم عظيمة تعلي من كل جميل وتحذر من كل قبيح، وهل هناك أقبح من قتل إنسان مهما كانت المشكلة الحاصلة؟!
وأيضاً نحن أعرف بخطورة العنصرية والفرقة والشتات، وما جرّته على هذا الوطن من دماء وفقدان لأبطال حتى جاء الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه» وحول هذا البلد من إخوة متعادين إلى إخوة متحابين، ولذلك الكبار يعرفون وسمعوا من آبائهم ما تشيب له الرؤوس، وعليهم أن يربوا الأبناء على ما رباهم عليه الآباء، بالحرص على المحافظة على ما أنعم الله به علينا، وقد قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية»، ومثله حين ينشأ في الأمن والرخاء من لم يعرف الخوف والشدة .
- يجب أن يعيد النظر شبابنا في كثير من المفاهيم، ومعهم كبارنا، فالشجاعة ليست بالقتل بل بضبط النفس، كما قال أشجع الرجال صلى الله عليه وآله وسلم «ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»، والحمية والفزعة ليست بالإعانة على القتل بل بردع الظالم عن ظلمه، فكل من تعدى أول من لام من «فزع» معه وأورده المهالك، وأيضاً رفع اسم العائلة والقبيلة يكون بالمحافظة على مكارمها والمساهمة في بناء وطنها والدفاع عنه، فالمملكة العربية السعودية كلها قبيلة واحدة، والزمن الآن زمن دولة النظام وما لك من حق تأخذه بقوة النظام، وعندما تخالف ستتحمل الكثير والكثير.
حافظوا على ما أنعم الله به عليكم، ولا تعبثوا!