محمد عبدالعزيز الصفيان يكتب:

- تشهد المدن في جميع أنحاء العالم تراكمًا سكانيًا متسارعًا، مما يؤدي إلى تحديات كبيرة تؤثر على سكان المدن وجودتهم المعيشية. ويتطلب التصدي لهذه التحديات تبني استراتيجيات مستدامة لتراكم المدن تهدف إلى تحقيق توازن بين النمو الحضري وجودة الحياة.

و يتسبب زيادة عدد السكان المفرط في المدن في ارتفاع الطلب على الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والنقل والإسكان.

- وهنا يجب تعزيز التخطيط الحضري المستدام وتوجيه النمو السكاني بطرق تضمن توفير الخدمات الأساسية بشكل فعال

ومستدام.كذلك زحف الأراضي الزراعية وفقدان التنوع البيولوجي كما يؤدي تراكم المدن إلى استغلال المزيد من الأراضي الزراعية وتدهور التنوع البيولوجي في المناطق الحضرية. حيث يجب تبني ممارسات التنمية الحضرية المستدامة التي تحافظ على الأراضي الزراعية وتعزز المساحات الخضراء والحدائق العامة.

- كذلك نقص الإسكان وزيادة تكاليف المعيشة: حيث يواجه سكان المدن المكتظة تحديات في الوصول إلى إسكان مناسب وبأسعار معقولة. فيجب تعزيز سياسات الإسكان الشاملة التي تركز على بناء وتوفير وحماية الإسكان المناسب لجميع الفئات الاجتماعية.

كذلك يعاني سكان المدن المكتظة من ازدحام المرور وتلوث الهواء، مما يؤثر سلبًا على صحتهم وجودتهم المعيشية. وهنايجب تعزيز وسائل النقل العام المستدامة وتطوير البنية التحتية للتخفيف من الازدحام المروري وتحسين جودة الهواء في المدن.

- لاشك إن التخطيط الحضري المستدام والمساحات الخضراء: يعتبر أداة أساسية في التعامل مع تراكم المدن. ويجب تعزيز تطوير المدن الذكية واستخدام التكنولوجيا لتحسين جودة الحياة في المدن المكتظة، بالإضافة إلى توفير المساحات الخضراء والحدائق وتعزيز البيئات الحضرية المستدامة.

- إن تراكم المدن يشكل تحديات اقتصادية متعددة، مثل نقص فرص العمل وعدم التوازن الاجتماعي. وهنا يجب تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة في المدن المكتظة وتوفير فرص عمل متنوعة ومستدامة للسكان.

الخاتمة:

لاشك إن تراكم المدن يشكل تحديًا كبيرًا للمجتمعات الحضرية، ويجب أن نلاحظ أن تمدن الريف لا يتعارض بالضرورة مع ترييف المدن، وبالواقع يمكن أن يكون هناك تفاعل إيجابي بين الريف والمدينة، حيث يتعاون القطاعان في إطار تنمية متوازنة ومستدامة. كما يُمكن تعزيز الربط بين المدن والريف من خلال تعزيز التجارة والتنقل وتوفير فرص العمل وتبادل المعرفة والابتكار بين المجتمعات الحضرية والريفية.

لذا، يُعَدُّ تحقيق التنمية المستدامة في المدن والريف عملية شاملة تعتمد على تنمية كلا القطاعين بطرق متوازنة ومتكاملة، مع النظر إلى احتياجات السكان والمحافظة على البيئة وتعزيز الاستدامة في كلا البيئتين.