- تختلط علي المشاعر في كل مناسبة تكرمني بها جمعية تحفيظ القرآن الكريم بدعوتها، وينتابني شعور التقصير وأحدث نفسي كثيراً متى أكون هنا طالبة لا مدعوة، وإلى ذلك الحين فإني أهنىء كافة الحافظات والطالبات في تلك المدارس على اختلاف أعمارهن ونحن في هذه البلاد المباركة نتمتع بخيرات وبركات كتاب الله -عز وجل- والاهتمام به، فلا يخلو حي من الأحياء من مدرسة تحفيظ أو حلقة في مسجد وعلى مدار حضوري لتصفيات جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه لله»، لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دوراتها السابقة.
- وأنا أتساءل ما هو السر في جودة التنظيم والتنسيق ورقي العمل حتى مررت بلوحة تضمنت ممكنات النجاح لجمعية تحفيظ القرآن الكريم وهو اختصاص الجمعية بأنشطة مرتبطة بالقرآن الكريم والخبرة والتاريخ الطويل للجمعية في تنفيذ البرامج القرآنية وحصول الجمعية على شهادات ودرجات متقدمة في المعايير المؤسسية وتوفر مرافق مميزة لتنفيذ البرامج ووجود متجر إلكتروني فعال لجمع التبرعات وكوادر بشرية مؤهلة، وعليه فإن الجمعية لديها العديد من البرامج كحلقات البنين والمدارس النسائية والبرامج الطلابية والمعاهد القرآنية والروضات، وكل هذه البرامج تعمل بإشراف ومتابعة فائقة من مسؤولي الجمعية وحيث تدعم رؤية المملكة العربية السعودية 2030 العمل التطوع وهو من أهم أهدافها الرئيسية، فإن الجمعية تفتح باب التطوع وتمد الراغبين بالخبرات من خلال الفرص التطوعية المنوعة، وبلغ عدد المتطوعات في تصفية الجائزة لهذا العام 70 متطوعة عملن بجد وحب واجتهاد.
- الحقيقة أن من يحفظن القرآن ويسعين لختمه لسن بأعمار واحدة، بل إن الغرابة حينما يتم تكريم خاتمات من كبار السن، ومع كمية التهاني التي أقدمها لهؤلاء، أتساءل هل يتمتعن بذاكرة خارقة ! ثم أعاجل هذه الفكرة بقول «ما شاء الله تبارك الله» لأبرئ نفسي من أي إخفاق قد يكون سببه عيني البريئة !! ثم يعاودني تساؤل آخر: هل هن منقطعات عن الآخرين، فلا علاقات ولا ارتباطات ثم أجد أنهن من أكثر خلق الله ! اهتماماً بالجانب الاجتماعي ! وحتى تتوقف هذه الحيرة أدعو الدارسين والمهتمين إلى إعداد دراسة تفك لنا شفرة هؤلاء الخارقين وتنبئنا عن السر ! فلعلنا نحذو حذوهن ونوقف تيار الانشغالات التي لاتنتهي بل تلك التي تحمل مهام وهمية !!
- موقف :
حدثتني احدى الجارات والتي التحقت بحلقة تحفيظ في احدى الجوامع مؤخرًا عن تفاجئها الكبير وامتعاضها الشديد حين علمت أن الخطة التي أعدتها حلقتها للحفظ هي أن تتم الختمة خلال 15 سنة ! ثم بدأت بحساب عمرها وقررت أن حفظ عدد من الأسطر في الأسبوع لا يشبع نهمها وحماسها وقررت أن تشمر عن ساعد الجد وتنتقل لحلقة مكثفة تتسابق فيها مع سنواتها وتحتفل بحلمها .. وإلى ذلك الحين نقول مُبارك مقدماً.