د. شلاش الضبعان يكتب:

لابد من التخطيط، ولابد من الحرص على أن يكون قادم أيامنا خيراً من ماضيها، والتوفيق من رب العالمين سبحانه، وبالنسبة لي على المستوى الشخصي، فخططي دوماً مبنية على السنة الهجرية، لأن السنة الهجرية مرتبطة بالقمر، وبالتالي يمكن بسهولة متابعة التقدم ومعرفة التأخر، فمنتصف الشهر واضح بلياليه البيضاء، بالإضافة إلى أن السنة الهجرية تحوي مواسم الخير، ومن خلالها يمكن تعويض التراجع، ورفع مستوى الدافعية، ومع ذلك سأتوقع مثل ما يتوقع الآخرون، وهم في نهايات السنوات الميلادية يظهرون بكثرة، ولا أستغرب الحقيقة ظهورهم، فهذا الزمن زمن كثرة المتربحين، ولكن أستغرب ممن يصدقهم أو حتى يتابعهم، فالمنجمون دوماً كذبة حتى ولو جاءت بعض الأمور في صفهم، ولله جل جلاله حكمة، أما توقعاتي في عام 2024 فهي كالتالي:

- اختفاء عدد ممن يسمون المشاهير أو المؤثرون اجتماعيا، فاستمراريتهم متوقفة على المعلن والمحتوى، والمعلن لن يستمر في الدفع، فالخيارات – مع شديد الأسف كثيرة- والتجارب السابقة لم تثبت نجاحها، أما المحتوى فيحتاج إلى فكر، وفكر الكثير منهم محدود وغير قابل للتطوير، وبالتالي لن يجدوا ما يقدموه، أو سيقعون في التكرار، وحتى قلة الحياء لها رصيد ينتهي.

- إرجاع كثير من «البشوت» التي أظهرت طلباً للمشيخة أو الوجاهة إلى أدراجها، فالمشيخة لا يكفيها ادعاء أو مصور ينشر المقاطع في مواقع التواصل الاجتماعي بل تحتاج إلى عطاء واستمرارية، ويظل الأمر في كل زمان ومكان كما قال أبو الطيب:

لولا المشقةُ ساد الناسُ كلهمُ .. الجودُ يفقر والإقدام قتّالُ

- عناية الشباب بتطوير مهاراتهم والرفع من مستوى تحصيلهم، فالتحديات ستجبرهم على الخروج من مجموعة الدوائر التي حبس بعضهم فيها نفسه، كدائرة التذمر التي تتكرر كل عام، ودائرة تحميل المسؤولية للغير، ودائرة الارتباط بالمكان، فهذه كلها لم ولن تجلب الوظيفة المنشودة.

-افتضاح المتخصصين في التحطيم، وتدمير الأسر، ونشر الفشل، والمتفاخرين بالجهل، خصوصاً في حال صمود من كان يعطيهم الفرصة في السنوات الماضية، فالزمن يزيد الوعي، ويكشف أعداء النجاح.

- تناقص أعداد الفاسدين، وزيادة الحرص على السلامة المرورية، وارتفاع مستوى الوعي البيئي، فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

هذا ما تيسر، ودعواتي للجميع بالتوفيق.

@shlash2020