أدى حادث اصطدام طائرة تابعة للخطوط الجوية اليابانية بطائرة أخرى تابعة لخفر السواحل الياباني على أرض مطار هانيدا الدولي في طوكيو إلى مقتل 5 أشخاص، بينهم جميع أفراد طاقم الطائرة التابعة لخفر السواحل.
ووقع الحادث بعد يوم واحد فقط من زلزال عنيف بقوة 7.6 درجة دمر مساحات شاسعة من الساحل الغربي لليابان.
وكانت الطائرة التابعة للخطوط الجوية اليابانية من طراز إيرباص A350-900، قادمة من مدينة سابورو بشمال اليابان.
بيمنا كانت الطائرة التابعة لخفر السواحل من طراز داش 8، متجهة إلى مدينة نيغاتا الساحلية لتقديم المساعدات للمتضررين من زلزال وقع في المنطقة.
كرة نارية ضخمة
وقع الحادث في نحو الساعة 5:46 مساءً بالتوقيت المحلي، وأظهرت لقطات فيديو ترددت على مواقع التواصل الاجتماعي كرة نارية ضخمة تندلع مع اشتعال الطائرة، تاركة وراءها أثرًا ناريًا على المدرج.
وانتشرت فرق الإطفاء في مكان الحادث على الفور، وأظهرت لقطات بثتها هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK كيف كان رجال الإطفاء يحاولون يائسين إطفاء النيران بخراطيم متعددة، إذ التهمت النيران الطائرة التي استغرق إخمادها أخيرًا نحو 8 ساعات.
ونجحت عملية إجلاء جميع الركاب وأفراد الطاقم البالغ عددهم 367 شخصًا من الطائرة التابعة للخطوط الجوية اليابانية، إذ تمكن جميع ركاب وأفراد طاقم طائرة الخطوط اليابانية من الهرب بأمان عبر منزلقات الطوارئ، قبل دقائق من التهام النيران الطائرة.
وتوفي 5 من أفراد الطاقم على متن الطائرة الثانية، وفقًا لوزير النقل الياباني تيتسو سايتو، وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن إتش كيه) إن قائد الطائرة في حالة حرجة.
التحقيقات الأولية
وبدأت السلطات اليابانية تحقيقًا فوريًا في أسباب الحادث، وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الحادث قد يكون ناتجًا عن خطأ بشري أو خلل فني.
ويُعد هذا الحادث الأكثر دموية في اليابان منذ حادث تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية اليابانية في عام 1985، والذي أسفر عن مقتل 520 شخصًا.
وتواصل السلطات اليابانية تحقيقاتها بشأن حادث تصادم، كما أعلنت شركة إيرباص أنها سترسل فريقًا من الخبراء للمساعدة في التحقيقات.
وبدأت سلطات النقل في البلاد فحص الحطام بحثًا عن أدلة.
وذكرت وكالة كيودو للأنباء أن شرطة العاصمة طوكيو تحقق فيما إذا كان إهمال مهني محتمل من بين أسباب الحادث الذي تسبب في سقوط قتلى ومصابين.
جهازا تسجيل بيانات الرحلة والصوت
وقال متحدث باسم الشرطة، إن وحدة خاصة تشكلت في المطار للتحقيق في أمر المدرج، وتعتزم مقابلة كل المرتبطين بالحادث، لكنه أحجم عن التعليق على بحثهم في شبهة الإهمال كسبب محتمل.
وقال تاكويا فوجيوارا من مجلس سلامة النقل الياباني إنهم عثروا على جهازي تسجيل بيانات الرحلة والصوت التابعين لطائرة خفر السواحل، لكن البحث ما زال جاريًا عن جهازي طائرة الركاب.
وقال خبير الطيران في جامعة سنترال كوينزلاند دوغ دروري: لا يمكنني التنبؤ بما حدث هنا لكن يرجّح بأنه سيتم التوصل إلى أن خطأ بشريا أسهم فيما حدث.
خوف الركاب
وقالت امرأة كانت على متن الطائرة لشبكة إن إتش كاي: ارتفعت درجة الحرارة كثيرا داخل الطائرة، واعتقدت أنني لن أنجو.
بينما قالت امرأة أخرى كانت برفقة طفلة: اعتقدت أننا هبطنا بشكل طبيعي، لكني أدركت لاحقًا أنني أشم رائحة دخان، والفكرة الوحيدة التي كانت تراودني هي أن عليّ حماية ابنتي.