@Khaled_Bn_Moh
متبقى ما يقارب الـسنة علـى انتهاء مبادرة تحمل الـدولـة المقابل المالي المقرر على العمالة الـوافدة في المنشآت الصناعية بالمملكة، وفي هذا المقال سأتطرق لمرحلة مابعد انتهاء المبادرة بالـنسبة لـلـتوظيف في هـذا القطاع، وفي ظل استخدام التطورات التكنولوجية في العديد من المنشآت الصناعية.
منذ إطلاق رؤية المملـكة كانت المستهدفات واضحة لتمكين القطاع الخاص ورفع تنافسية المنشآت في الـقطاع الـصناعي، وقبل ما يقارب الـ 14 شهراً تم الإعلان عن انطلاق الاستراتيجية الـوطنية لـلـصناعة وبالـشراكة مع الـقطاع الخاص، وتهدف الاستراتيجية إلـى الـوصول لاقتصاد صناعي جاذب للاستثمار، يُسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي، وتنمية الناتج المحلي والصادرات غير النفطية بما يتماشى مع مستهدفات الرؤية.
الاهتمام الذي نراه اليوم بالقطاع الـصناعي يجعلـني متفائلاً في نجاحنا بتوسيع قاعدة الـوظائف المستقبلـية في سوق الـعمل، ومنذ بداية قرار تحمل الدولة المقابل المالي المقرر على العمالة الوافدة في المنشآت الصناعية، عملت العديد من المنشآت الصناعية على تطوير نماذج أعمالها باستخدام الـتطورات التكنولوجية، بالإضافة لـتطوير كوادرها من العاملين السعوديين من خلال برامج تدريبية مميزة. هناك عدة تساؤلات عن مستقبل الـوظائف في الـقطاع الـصناعي بعد انتهاء فترة تحمل الـدولـة المقابل المالـي المقرر علـى الـعمالـة الـوافدة في المنشآت الـصناعية، ومن أهمها تساؤلـين؛ الأول يكمن في تأثير استخدام الـتطورات الـتكنولـوجية في الـقطاع الـصناعي علـى وظائف القطاع، والثاني في تأثير التوظيف بالقطاع بشكل عام بعد انتهاء الفترة،
وما سأتطرق له عن تلك التساؤلات
هي وجهة نظر شخصية بحكم قربي
من سوق العمل.
فيما يخص التساؤل الأول؛ هناك تسارع في تغيير الـكثير من نماذج الأعمال في المنشآت الـصناعية، والتطورات التكنولوجية على الصعيد العالمي خاصة في «القطاع الصناعي» من المهم الاستعداد لـه بشكل جاد، حيث له أثر في اختفاء مجموعة من الـوظائف، وبنفس الـوقت لـه أثر في ولادة مجموعة أخرى من الوظائف النوعية في الـقطاع، وغالـباً ما نجد أن الأتمتة ستحل بشكل واضح كبديل عن الـوظائف الـتقلـيدية في القطاع، والذكاء الاصطناعي سيكون عنصراً مهماً في مهام الـعديد من الوظائف التي ستولد في هذا القطاع، ولتوضيح الفرق بين الأتمتة والذكاء الاصطناعي بشكل مبسط، نجد أن الأتمتة هـي أن تقوم الآلـة بتنفيذ الإجراءات والعمليات بدون الحاجة للتدخل البشري أو على الأقل بأدنى حد من التدخل البشري، أما الذكاء الاصطناعي فهو محاكاة بين براعة الانسان والآلـة، ويهدف إلـى محاكاة قدرات الـبشر في الاستدلال واتخاذ الـقرارات، وكوجهة نظر شخصية لا أرى أي تخوف في فقدان الـوظائف طالما هناك تطوير مستمر في مهارات وقدرات العاملين في هذا القطاع. أما فيما يخص الـتساؤل الثاني، أرى كوجهة نظر شخصية أهمية في تمديد فترة تحمل الـدولـة المقابل المالـي المقرر علـى الـعمالـة الـوافدة في المنشآت الـصناعية ولمدة لا تقل عن سنة، وذلـك نظراً لـلـظروف الاستثنائية التي مرت عليها منشآت القطاع الصناعي خلال أزمة فيروس كورونا، والـتي كان تأثيرها قاسي وغير متوقع امتد لما يقارب السنتين، والقطاع الصناعي من أهم القطاعات الـتي ستدعم الـوصول لمستهدفات الـرؤية الخاصة بسوق العمل وذلـك من خلال وظائف نوعية بشكل مباشر وغير مباشر، ومن خلال استراتيجية الـتوطين الـقطاعي سنجد ارتفاع في أعداد المشتغلـين الـسعوديين في هذا القطاع وبشكل واضح بالإضافة لـلـقطاعات الأخرى، حيث أن مكرر الـوظائف في الـقطاع الـصناعي بالمملكة يعتبر مميزاً مقارنة بغيره من الـقطاعات، فالـوظيفة المباشرة في هـذا الـقطاع توجد من 5 إلـى 10 وظائف في قطاعات أخرى.
ختاماً؛ إعادة هـيكلـة الـقطاع الـصناعي في المملـكة لـيست بالأمر السهل، وبما أننا نرى جهود ملموسة في تطوير هـذا القطاع سنجد - بإذن الله- مرونة أكبر في دعمه خلال الفترة الـقادمة، وكوجهة نظر شخصية من المهم علـى منشآت هـذا الـقطاع الاستعداد جيداً للتحول النوعي اذا رغبت في الاستمرار.